نصوص أدبية
ألهة الموت الجديد في العراق
بالكوابيس مضت حبلى ليالينا
وأيامنا
تلونت بلون الدم والصديد
جوامعنا ومساجدنا وصوامعنا
تحولت الى مذابح لتقديم القرابين
لالهة الموت الجديد
لتجار الموت الجديد
للسياسيين
الذين يتحدثون بلغة النار والحديد
عراقنا الجميل
تحول الى بلد آتيه
لا يهتدى اليه ولا فيه
ارض تيهاء مُضلّة
اجحف به الحقد فاذهب بكل ما فيه
واجحف به الغدر فاستأصل الاهل والعشير
والكبير والصغير
حتى الضرير
والطفل في المهد
والمريض في السرير
جئتم الينا بالموت الأحمر
قتل وموت شديد
وبالريح الاحمر
نكباء اغرقت امالنا بالعهد الجديد
وختمتم على وجوهنا بالشمع الاحمر
واصبحنا لا نرى الا الدخان والشظايا والاشلاء
ولا نسمع الا اصوات الثكالى والنحيب والبكاء
ونتحدث بخوف وصمت عن عظم المصيبة والبلاء
رفقاً بنا
الآن كل يقول ( أنا )
عدتم الى مرضكم المزمن ( الأنا )
عقدة ساستنا الجهلة ( الأنا )
الصوت الأجش يظهر من جديد
وينتصر على صوت العراق فيكم
ينتصر على صوت الشعب فيكم
( الأنا ) صار صوتكم الأعلى
وعليه لا صوت يعلو ولا يعلى
الا صوت ( الأنا )
رفقاً بنا
نسيتم كيف خرجنا حفاة عراة
نسير فوق الالغام
مكشوفي الرؤوس تحت القنابل
بلا ستر وحجاب
غير خائفين
غير مبالين
في يوم الانتخاب
لاننا شعب نحب الحرية
لاننا شعب نعشق الحرية
وانتم قابعون في بروجكم العاجية
أو في سياراتكم المصفحة
أو في بيوتكم المحصنة
او تجوبون الشوارع في البلدان النائية
وتسكنون القصور الفارهة
وتعلنون من هناك
بلا خجل واستحياء
بانكم تريدون للعراق
استقلالاً وحرية وديمقراطية
كلماتكم أكثر من جوفاء
نكثتم عهودكم
وأخلفتم وعودكم
والآن تنتشرون في الأقاليم والبلدان
عند أهل التيجان والصولجان
تبحثون عن أي ملك أو أمير أو سلطان
عن أهل المضاغنة العظيمة
والمؤاحنة القديمة
ومن أهل البدع والتكفير
والقتل على الهوية
وتجلسون على موائد اللئام
مع أهل الشر والظلام
وتطلبون بلا خجل
صكوك الغفران
من لاعني شعوبكم
ومبغضي شعوبكم
وقاتلي شعوبكم
فأين فيكم العزة والكرامة
وأين فيكم شرف العمامة
والعقال الذي يأبى الاهانة
لم لا تستوعبكم دواوين العراق
لم لا تستهويكم مضايف العراق
لم لا تروق لكم مجالس العراق
انتشرتم في عواصم البلدان
مثل الأباديد والأحابيش
تتحركون في الظلام مثل الخفافيش
اعلموا أيها السادة
العراق لا يباع بوسام أو قلادة
العراق لا يساوم على السيادة
والعراقيون سادة أنفسهم
وهم أهل الريادة والقيادة
فاحفظوا انفسكم من الزلل
قبل ان ينقطع بكم الأمل
وعودوا الى عراقكم
عراق الأمل
............................ الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1386 الاثنين 26/04/2010)