نصوص أدبية

مقامة (عادَ) بن عودة الرابعة (عمر فراشة)

اوقدتَ أصابعك

لهم قصائدا 

............

 

وهل ثمة عمر آخر

تحاول منذ دهورك الاربعين

أن تقتنص

لحظة سعدك

لينبجس من كفك

رفيف جنح فراشة

تطرز قصيدتها

 في مآقي الاثير

ثم تموت ضاجة باللذة

.............

 

تغادرك عيناك

 تبحلقان في وجهك

تهزءان من حاجبيك الكثين

النائمين منذ سبعة الآف سنة

تذكرانك دائما

بأنك لم تعد سوى

إكسسوار رميم

في غرفتك

التي غادرتها نوافذها

الى مدائن الماء

.............

 

لك ان تعد ندوبك

او أن تعد أنفاسك

لتخدع نفسك

في كل مرة

بأنك ما زلت على قيد الفراغ

ورغم أنك

غارق حتى عينيك

في أمواج القحط

فقد آثرت

ان ترسم رموشها الوطفاء

 بمداد الندى

ليتوهج

ثريا ياسمين

تتدلى من سقف

أحلامك العذراء

لك أن تصطلي بثلج تراتيل

عقمك المجنون

أن تعبث بخصلات دخانك

فجائعك

إنتظاراتك

ان تعبث بالوان خساراتك

فوق خامة ندوبك الاربعين

وان تسكن في واد ٍ

غير ذي  ِشعر

لك أن تقشر لحاء مرآتك الضريرة

تزجرها: أن كفي عن التثاؤب

في رابعة الدوار

أن تقضم تفاحة عينيك

بفكي جفنيك الاحمرين

لك ان تشيد أبراجك الملحية

على شواطئ سرابك

أن تسجر جليد جسدك

ليشتعل وحدة

تندلق في غرفتك قرادا

ينهش روحك

لك ان تلتحف صمتك الصارخ

في نهاراتك اللاحبة

ان تسكب حصا جنونك

في طاحونة أحلامك

لك ان تفر الى

وادي السلام

لتعفر قلبك

بتراب قبر (عودة السراي)

تستنشق عبير عكازه العجيب

فتعانق روحك عبارته اللذيذة

وهي تنثال بلسما وإبتسامة :

 

(من الباب للكوسر فرج)

 

لك ان تحتضن رخام

(صادق بشارة الدبي)

سحابة الوفاء

في زمن اللاوفاء

تستمطرها ذكريات

ومواجع

لك أن تجلس مع (أبو معيشي)

تحت شجرة اليوكالبتوس

- وهو يهش بعصاه السحريه

على شويهاته الضوئية -

لتكرع من نخب أبو ذياته الخضر

 

(زماني جرد اسيوفه وسنهه

عليّها وحرم عيني وسنهه

وحك اللي فرض خمسه وسنهه

بعد هيهات عيش ايطيب اليه) * 1

  ..................

 

لك ان تركل ظلك

وهو يهزأ بك

لك أن ترحل

تاتي

تتسكع في شوارع

إعتقلتها شوارب الموت المنتظر

أن تجلس القرفصاء

في أريكة الهواء

ساخرا من نيوتن

لك أن تلعب الشطرنج

مع جيوش وحدتك

الملتفة حولك حد الوحشة

لك ان تفرد لنفسك

مقعدا بجانبك في عربة الانتظار

 لتبقى دائخا بالحلم

مضرجا بالوهم

تترقب مجئ سلمى

مشتعلة بالندى

لك أن تسكب روحك

داخل قارورة عطرها

عند مجئ هودجها

الذي لن يأت ِ

وحين اردت الخروج

من عنق قارورتها التابوت

كسرت القارورة

فأنسكبت روحك

واحترق الرمل

فأجمع رذاذ روحك وَعد

إغمس بنانك في دهان العطر

واكتب فوق الرمل :

 (بيني وبينك

نهر نار وغميج

وعالنهر كنطرة بردي)

هيه لعيونك طريج

00000

لك ان تفعل كل شئ

كل شئ

ولكن

أتراك ستلتمس نداها

في قيعة سراب

تحسبه ماءا

لينتحر جفنك المسافر

 على دكة جفنها المائي

ستردد موقنا

وانت تلملم أشلاء جفنك

(جفنك جنح فراشة غض

وحجارة جفني وما غمض) * 2

لك ان تعد ندوبك

او أن تعد أنفاسك

لتخدع نفسك

في كل مرة

بأنك ما زلت على قيد الفراغ

اي صاحبي

ذهبت بعيدا بعيدا

في مسارب السراب

عد الى دارك

تأبط خفيك الناريين

إغسل قدميك بتراب حديقتك

التي طالما عمدتها

شمس الصباح

لتجد أرانبك الثلاث بإنتظارك

هشم إكسسوارك العتيق

أرسم بفرشاتك الملونة

قنديلا سحريا

لتهرب العناكب

ويشتعل الرأس شِعرا

إطلق فراشتك

لتطرز برفيف جنحها الشفيف

مقامتها الشعرية االاخيرة

في مآقي الاثير

لتأسس لعمر جديد

عمر فراشة

 

جبار عودة الخطاط

 

.......................

 *1 ابوذية للراحل ابو معيشي

* 2 مقطع شعري للكبير مظفر النواب

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1391 السبت 01/05/2010)

 

 

 

في نصوص اليوم