نصوص أدبية

من أجل فرات اُلحضور

لأنّا نكون قد سجّلنا الحضور

‘’التّابوات  ‘’المشاكس لِ

لأنّا كسّرنا التّوابيت

والخزائن المنخورة

رتقناها ... لمّعناها

لشرفة الغياب الّذي كان

نتّجه مترافقيْن

نستشرف الاِتّساع

أهذا البراح ...

أليس هذا عمقنا

المنير– الشّاهق ...؟

نواري فجوته

حُللا من حرير – الصّحو

أدغالنا تستأنف الموسوعات

الحديثة

على جناحات المجرّات

!تطير بعيدا ...

بعيدا عوالمها

***

!أ صاحبتي ...

ما كان لنا إطفاء قزح

الضّوء

فالدّروب لا تزال

لا– م ... ح ... د ... و ... د ... ة ...

ونحن لا نزال سنعبر

في مسالكها

ولن نَختزِل

ولن نُختزَل

أنت الأنثى

ربّما أقول لكِ

لا تملّين الأمل

والحنين

لقد اِنبجست الأقلام

وأينعت الرّسوم

فحتّى الموسيقى ضجّت

اِعزف يا " موصلي "*

اِعزف الخفيّ من الرّنين

كي لا ينكأ الصّدى

الجرح

والحضور ينتعشون

الأصمّ كما السّامع

الأعمى كما الرّائي

اِعزف يا " زرياب "*

فليُسكب اللّحن منهمرا

هي تلك غمامتهم

وهذا هو موشّحنا

– من  منكم أطربته موشّحاتنا ... ؟؟

لِمَ لا يُعترف بنا ...؟؟

مثلما شهدتُ لها ...

!أنّها أنثى الوهج ... 

!!اِمرأة ملاحم البحث ... 

***

فراتُ ...

أعُمْقُكِ الماء ...

أم الحريق

وهل في جوفك غثاء

-" ر... ف ... ا ... ت "

أم الرّماد

يا النّهر ...

أجريت مشطورا ...؟؟

أجريت موجا ...

أم طميا...؟؟

فراتُ

إنّها هي ...

ألا تجشّمت نهوضا

ألا أغرتها اِستفاقة

وهاتيك الصّخور

أتقصم الجذع ... ؟؟

سيلك الجرّار يهدر

وهي على آثاره

لا يُوَسْوَسُ لها بالغدر

من قفاه

قد يرتسم كلّ عماه بسحنتها

ويُلقى بها في بُؤَرِهِ – المرمر

هل سُوِّيتِ من ضلعه

تبارك منشؤكِ

ما هي بفاعلة...؟؟

لقد أغفت سباتا ...

عميقا...

***

" الرّحبانيّ " *لا يزال يعزف

 و" فيروز "* تغرّد

لا تزال العين تفيض

الأنغام تنتخب

وهي لا تزال تَخبُّ

يطاردها صهيل

وخيّال ...

يلاحقها تاريخ سرمد

وآخر ينسلّ من برد

الأجداث

!والأحداث ...؟

ألا تزالون هنا ...

كنتم هناك

وما فتئتم

على آثارها ...؟

لو تغادرون ماءها

وريقها

ألا ذروها

أميرة البرازخ

!في السّدم القصيّة ...

***

ربّما غدا لن تزيغ

وبعد غد

تلبث في الجسد

نشوة الرّوح

وصخرة النّهر

تصدّ الموج الفوّار

وهي المنتصبة

في ال ... م ... د ... ا ... ء ... ا ... ت

هي أنثى قوّمت تاريخها

ونذرته للأنوثة

أمة شرّعت رحمها

للذّكورة

والنهر ... يفيض

في شرايين الحياة

يفيض سوسنا

يفيض نساء

***

و" الأصمّ "*مازال يعزف

يا التّأريخ – الخنثيّ

السّراب – الثّقيل

يا صدع رجال – الغلمانيّة

عُهْرٌ عهود عرقوب

خادعة ونحن نقتفي أثر

ضلال الظّلال

وأنت ... هي...

وهي ... أنا ...

!وأنا ... هي ...

" وشوبان "* لا يزال يعزف

وهي اِستفاقت

والنّهر لن يخسف بها

ولن تغور

ما دامت في ذرى

الماء

وذبذبات الصّوت

وأسطورة المخاض

– الطّلق

 

--------------------------

* هؤلاء من أعلام الموسيقى العربية والسيمفونيات الغربية .

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1394 الاربعاء 05/05/2010)

 

في نصوص اليوم