نصوص أدبية

الكتابة بدرجة الصفر..

وينحني لمحييه..تهامس اثنان بعد ان قدما واجب التحية له.. (أنه يروج لنفسه)..

........................

 صعد القائمقام الى سيارته وقاد المقود صوب عائلة الفتى زاهر ليقدم التهاني لزاهر وعروسته وهدية متواضعة باسم الحكومة المحلية..همس اثنان من المحتفلين.. (أنه يروج لنفسه).

                         ...................

 في صباح اليوم التالي قص القائمقام شريط الاحتفال وهو يفتتح مدرسة ثانوية للبنات حديثة الطراز مجهزة بمختبرات واجهزة الكترونية عاليه الجودة همس إثنان من المدعويين (انه يروج لنفسه)

                ...........................

عند العصر كان القائمقام  يدشن مستوصفا صحيا لامراض الانف والاذن والحنجرة.. ولفرط تواضعه طلب من الطبيب المسؤول ان يفحص اذنيه مدعيا انه يشكو من الجيوب الانفية..ووسط تصفيق الحاضرين .. كان الهمس يدور (انه يروج لنفسه)..

                     .......................

حين أطلع القائمقام على تقارير المخبرين حول همس المشاغبين.. هاله الظلم الذي لحق به وجرح روحه الرقيقة.. وهو القادم من عمق تاريخ نضالي مشرف  استلهم فيه ذكريات المناضلين الافذاذ الذين استهانوا بإرواحهم من اجل سعادة الناس وخدمة الناس.. فقدم استقالته وهو يتمزق الما..  لكنه كبت المه ولم يفصح لأحد عن اسباب اعتزاله الخدمة العامة.. أخفى الامر حتى عن زوجه ورفيقة دربه وأم عياله..وحفر له حفرة تشبه القبر في حديقة المنزل.. وراح يقضي سحابة نهاره وشطرا من الليل يتعبد ويتهجد في تلك الحفرة ـالقبر.. منتظرا يوم وفاته..

                         ...............

كان صوت القائمقام السابق يأتي خافتا هامسا وهو يصلي النوافل.. وكانت زوجته تستمع اليه فتهمس حانقة (إنه يروج لنفسه)..

                                     ....................

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1394 الاربعاء 05/05/2010)

 

في نصوص اليوم