نصوص أدبية

وذهبت الى فوز

وانا (الشروكي) الذي يسكن قلبه في طارف لسانه فلا ينبس ببنت نسمة ان لم يقتنع بها طفله المجنون الرابض بين أضلعه وهي البروتوكولية المهووسة بمحاباة الكثيرين! (من يدري ربما يكون حبها لي جزء من هذه المحاباة) .. أنا العاشق المضرج بالخسارات اذ أقاسم ارانبي الثلاث حلاوة الصبر تحت سقفي الآيل للطيران حتى صرت لهم أما حاذقة في طبخ (الطماطه تكلاه) و(البيض المسلوك) ..

ياللسحر ! امّ بلحية كثاء ! لا يحصل ذلك الا في عالمي المسكون بالفنطازيا او في عالم والت ديزني ...

لا يهم ستبقى على هذه الحال ... تخصف قدميك كي تتحاشى خسارة رهان طرقاتك المسدودة

.. أنت هكذا ... تستيقظ صبيحة كل ضيم لتشرع نوافذ قلبك كي تتوضأ بأشعة شمسك التي لا تحرق عينيك ان نظرت اليها مليا ، تحلم بمطر آت من شرفات ملكوت الحب الابهى مطر لا يغرق سطح منزلك فتنزل عليك وعلى ارانبك الصغار دموع سقفك العاطفي جدا .. سقفك الذي اسميته (ابو دميعه)

 

 وهي التي عرفتها بطبعها البرتقالي والتي لاتريد في هذا الكون سوى  ان تتهجى ابجدية الضحك لتبقى دائما مبتسمة وهي تكرع  نخب الفرح السرمدي عقب كل وجبة من وجباتها الدسمة .. (تنعل سلفه سلفاك) إن حاولت ان تبثها شكايتك من احدى جراحاتك ... اشششش اياك ان تتورط عليك ان تبقى مبتسما أمامها دائما الى ابد الآبدين والا .. فانت (كئيب غريب) عليك اللعنة !

تجلس على اريكتك المنزوية في اقصى الزاوية في مقهى النبيل .. وتخرج ورقة من حقيبتك الحبلى بالشجون لتكتب شيئا عنها ..

يا الهي .. انها هي جاءت مسرعة مع جوقة من الاصحاب كانت ضحكاتهم مجلجلة .. مروا دون ان تحفل بك ترمقك بنظرة غريبة .. ياللنظرة الفاقعة تريد ان تقول لك إنظر كم املك من الاصحاب كلهم يحبونني .. يا لهذه المسكينة !

 ولكن اوه هذا الشاعر سالم السامري معهم يحفون به من كل جانب انهم يحتفلون بمناسبة خاصة به .. لابأس ساسلم عليه وفعلا تقدمت ..

_ كيفك استاذ سالم ؟

_ اهلا استاذ....... ماهي اخبارك ؟

يا ساتر ! لقد اِمتقع وجهها وتغيرت ملامحها تماما تقدمت مني مسرعة وقد استبد بها غضب عاصف ..

_ ماذا فعلت

_ !!؟؟؟

_ كيف تسمح لنفسك ان تتجاهلني

_ سبحان الله من تجاهل من ؟ أنت التي مررت من امامي فتجاهلت وجودي تماما

_ (ما علـّيه) يجب ان تتراجع فورا عما فعلت وتسلم علي بصوت مرتفع امامهم كلهم ليعرفوا بأنك سلمت علي .. والا (سأطنكر) وعليك ان تتحمل النتائج بعد ذلك !

نظرت الى عينيها برهة وأنا أضحك في سري ثم تركتها ومضيت

جن جنونها وهي تنظر خلفي بينما رن نقالي فكان صوت شقيقتي (فوز) على الهاتف لتخبرني إن ولدي (حبيب) الذي شهد مصرع صديقه العزيز امامه في انفجار الجمعة في مدينة الصدر قد أصبح بحال أفضل وقد اكل طبق المخلمة التي اعدته له بعد ان كان مضربا عن الطعام منذ يوم الجمعة

تنفست بعمق .. سحقت الورقة بكفي ورميت بها في حاوية الرصيف ثم لوحت بيدي لسيارة التاكسي ..صعدت السيارة وذهبت الى فوز

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1398 الاحد 09/05/2010)

 

 

 

في نصوص اليوم