نصوص أدبية

إنفعال

وأخرى تدسّ بين نهديها وحمّالة صدرها.. لم يستطع كبح مشاعره أكثر من ذلك.. غادر الكباريه ودموعه تسبقه...كان آذن الفجر يسمع من بعيد.. إستند الى أقرب عمود كهربائي.. بيد مرتعشة، أخرج علبة سجائره، أخذ واحدة دسّها بين شفتين مرتجفتين من شدة التأثر. أخرج ولاعته الذهبية. احتاج الي جهد كبير حتى وفّق في تشغيلها.. انفعاله الشديد فرض عليه بذل اكثر من محاولة لوضع سيجارته في مستوى الشعلة الضئيلة التي كشفت احمرار عينيه وانتفاخهما. حين وفق أخيرا في اشعالها، وقبل ان يسحب منها نفسا، مزق سكون الليل رنين هاتفه المحمول، سحبه من جيبه:

ــ ألو..

ــ ...

ــ ما زلت سهرانا يا ولدي؟..

ــ ....

ــ غادرت الملهى منذ دقائق..

ــ ...

ــ .سبحان الله.. لم أصدق لأول مرة أنها هي.

ــ ....

ـــ طبعا طبعا... بكيت طويلا .

ـــ ...

ـــ الآن فقط يمكننا الردّ على كل المشكّكين في كون شقيقتك" إغراء" تسير بثبات على خطى المرحومة والدتك!

 

أوسلو 24 جوان2009

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1399 الاثنين 10/05/2010)

 

 

في نصوص اليوم