نصوص أدبية

ولذاذةُ الكرسيِّ تعصفُ بالعراقِ

أربابُ ألسنةِ النفاقِ

عُبّادُ إغراءِ الكراسي

يسترخصونَ الأرضَ

يحتملونَ وزرَ دمٍ مُراقِ

 

أسفي على بلدي!

تناوشَهُ ذئابٌ

والثعالبُ رِفقَها

أهلاً وجيراناً

وساقاً فوقَ ساقِ

واللصُّ هذا ابنُ الحواسمِ

خاتلاً في زيِّ راقِ

 

نهشوا البلادَ بقضِّها وقضيضِها*

واستمرأوا ألمَ الدموعِ

أنينِها وغزيرِها

نشروا الفسادَ وأفسدوا

طعنوا العبادَ ، استوردوا

نارَ الفراقِ

حرقوا حبالَ الوصلِ

في لُحَمِ التلاقي

والناسُ همْ حطبُ الشِقاقِ

 

صارَ العراقُ ضِياعَهمْ

وكنوزَهمْ

مِنْ بعضِ ما لجدودِهمْ

والشعبُ لا في العيرِ

لا في نفيرِهمْ

لكنّهُ منْ إرثِ آبارِ المآقي

في الفقرِ باقِ

وطعامُهُ وشرابُهُ مرُّ المذاقِ

 

 حتامَ نارُ صراعِهمْ خلفَ الكراسي

ومصيرُ هذا الشعبِ فوقَ الخيطِ

منْ آسٍ لآسِ

جثثٌ ممزقةٌ وألوانُ القواسي

والموتُ في الأرجاءِ راسِ *

 

هذا جناهُ عليهِ بوشُ ،

وما جنى غيرَ التمزُّقِ والمآسي

 

قد قيلَ للحريةِ الحمراءِ بابٌ

بالدماءِ يُدَقُّ

لا بجيوشِ غازِ

أو سيفِ فاشيٍّ ونازي

أو عشقِ تاجٍ فوقَ راسِ

أو كلِّ هذا المهرجانِ

منَ التشبُّثِ بالكراسي

 

الأثنين 17 مايو/ أيار 2010

 

.......................

* راسِ: أصله راسي، اسم منقوص حُذفتْ ياؤه للتنوين، وهو من الرسو

  

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1406 الاثنين 17/05/2010)

 

 

في نصوص اليوم