نصوص أدبية

للفاسدين والطغاة سكاكين

 التي كتبها برتولد بريخت واخرجها في برلين عام 1928، لتصبح واحدة من اشهر الاعمال المسرحية التي تنتقد بسخرية لاذعة منظومة القيم في المجتمع البرجوازي الرأسمالي الذي يهيمن عليه الفساد والانانية والطمع والطغيان !!

يجسد بريخت في مسرحيته التي يعاد عرضها مرارا ومرارا في جميع انحاء العالم  يجسد قساوة العلاقات في مجتمع قائم على معايير وقيم مشوهة تسود عوالم المدينة التي يتنافس سياسيوها وتجارها وزعماؤها على "شطارة الفساد"، فنجد مدير الشرطة الفاسد لا يتردد من الاختلاط بالشحادين والمومسات والقوادين واللصوص وحتى التعاون معهم او الاستعانة بهم لتحقيق اغراضه، والتي تتحجج بمحماية الدولة والنظام والاعراف والاصول ..

وسط كل هذه الاحداث يظهر ميكي ذو السكين الذي يعرف كيف يرتب الامور لصالحة دون ان يستطيع احد ان يثبت ضده اية تهمة، وكيف يوظف مهاراته لمن يرغبون بخدماته، ويقدمون له بالمقابل الحماية والستر، فيمارس جناياته بثقة عالية وبراءة خارجية واضحة،  كما تجسد ذلك اغنية (ميكي ذو السكين) التي لحنها كورت فايل قبل تسعين سنة وغناها ويغنيها عشرات المطربين في العالم ومنهم لويس امسترونغ وفرانك سناترا واتوا لمبير واليزابث تايلر وهيلدغراد كنيف ومينا مازيني وبوبي دارين وديوك النغتون  وعشرات غيرهم لتصبح واحدة من اهم الاغاني الكلاسيكية المطلوبة والمؤثرة والصالحة لكل المجتمعات حيث الظلم والقهر والطغيان والاستخفاف بالانسان ..!!!..

Mecki Messer    ميكي ذو السكين

شعر بريتولد بريخت / ترجمها عن النص الاصلي بالالمانية : فيصل الياسري

للحوت انياب

ظاهرة في وجهه

ولميكي سكين

لا احد يراها

                       زعانف الحوت تحمر 

                      لو اراق الحوت دما

                     ميكي ذو السكين يرتدي قفازا

                     فلا تظهر علي يديه آثار افعاله 

 

ذات يوم احد جميل سماءه زرقاء

كانت هناك جثة رجل على الشاطئ

وعند منحنى الشارع

مر رجل يدعى ميكي ذو السكين

 

                       المدعو ماير اختفى 

                      وكذا بعض الاثرياء

                     ميكي ذو السكين استولى على اموالهم

                     ولكن لا احد يستطيع ان يثبت ذلك

 

جيني تولر عثروا عليها

والسكين مغروسة في صدرها

وميكي  ذو السكين يسير على الشاطئ

لا علم له بشيء

                     في احتفال سوهوالكبير

                    سبع اطفال وشيخ

                     يمر بينهم ميكي ذو السكين

                    لا احد يسأله ولا هو يعرف شيئا

 

الارملة القاصرة

التي يعرف اسمها الجميع

نهضت صباحا، لتجد نفسها مدنسة

ما الثمن الذي قبضته يا ميكي؟

نعم، وجدت نفسها مدنسة،

ما ذا كان ثمنك يا ميكي ..

 

                             احذروا، ميكي ذو السكين ..

                         عائد الى المدينة...

 

=============== فيصل الياسري

ملاحظة : الجملة الاخيرة ليست في النص الاصلي، ولكنني وجدتها مضافة الى نص الاغنية بالانجليزية كما غناها بوبي دارين في لاس فيغاس وغيره، كما ان بريخت اضاف الى الاغنية  المقطع التالي عندما تحولت المسرحية الى فيلم،

بعضهم يعيش في الظلمة

واخرون يعيشون في الضوء

من هم في الضوء نراهم،

ومن هم في الطلمة لا يراهم احد

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1407 الثلاثاء 18/05/2010)

 

 

في نصوص اليوم