نصوص أدبية

نسر قنديل

 غرابٌ في ربى أربيل

بمنقارٍ كلون الليل

بصوتٍ جاء ينعاهُ

بصوتٍ جاء ينعانا

 

سرو..ماتَ

سرو..ماتَ

 

فلا "هولير" قد قامتْ

ولا "بغداد" قد ثارتْ

كأن الموتَ فتــّاكٌ

بكردستاننا بشرى

لسفاحين في أربيل

ومخروسين في بغداد

لمجذوبين في الأنبار

والبصرة

 

سرو..ماتَ     سرو..ماتَ

 

أمات العاشقُ المفتونُ

في قنديل؟

فتى من حرفهِ الحرفُ

كليل صبحه نزفُ

وشمسُ الله

لو ضاعتْ

سيأتي

ألف بـَرْ.....جاني

ويأتي

ألفُ سفاحٍ إبنْ..... زاني

ليقتل سرونا  العالي

ويدمي بيتنا البالي

فمن ينعى فتى

في موته الموتُ

لذباحٍ

ونهابٍ

وصعلوكٍ

إذا ما

أطلق الطلقة

على صوتٍ كصوت الله

صوتٌ أرهبَ السراقَ

في بغداد.... في أربيل

صوتٌ جرحُهُ دامي

يبكـّينا

ويُبكى موتـَهُ الصخرُ

 

ستبكيك نجومٌ دمعُها ضوءُ

ستحييك غيومٌ برقها نوءُ

وتطوي روحـُـك الحسناء

طراً

ألفِ سفاحٍ وبـَرْ...جاني

إذا ما ماتت النخوة

فهاتي يا صبايا الماء

من غيم ومن نبعِ

أذيقي أصبعَ السفاحِ

زؤامَ الموت في النقع

وروحٌ حيــّة تهفو

هناك......

 في ربى أربيل

والله تراقبنا

على خوف يغطينا

على عارٍ يوارينا

قومي يا ذرى أربيل

فذا سردشتْ إبن عثمان

قد قاما

ثوري يا نخيل الحب

في بغداد

خذي ثأرا سيحرقنا

 

سرو..مات    سرو..مات

 

أتهوى إبنة العربيد و الجاني

وفي هولير

وزاتٌ وبطاتٌ

كما الأعناب في الجبل

كأن الله  أوهبها

رنينا يفتح الروح

كرنّ الرئم والحـَجـَلِ

أحقا تنكر الأقمارَ

في حاراتها هوليرْ

وتنأى

 لذئب عشقهُ موتُ

أحقا تترك

الأزهارَ

إذ تهوى

من الحرباء لدغتها

فهذا الحب مكروهٌ

كحبك ابنة الشيطان

فيا

أواه يا سروُ

معاذ الله تفعلها

فمن

يهوى شقاءً إبنة السجّان

سكينٌ ستقتلهُ

فطوبى نسر قنديل

لمن يبقى

فقلب حبـّهُ وجدُ

وروحٌ هديها المجدُ

قد جاءتْ لتنذرنا

قد جاءتْ لتبرؤنا

ففي أرض الفراتينِ

ذئابٌ تسرقُ الخبز

من التنور

تأكله

وتأكلنا

كأن الله يخلقها

لتأكلنا

ونفرحُ حين تقتلنا

هي الراعي ...هي الحامي

فلا مجدٌ إذا عشنا

ويبقى دمـّك المسفوح

 يتبعنا

فلا نومٌ سيأتينا

ولا موتٌ سيشفينا

ويبقى صوته النعاب

في الأرجاء

غراب البين

إذ ينعى

 

سرو..مات    سرو..مات

 

فلا أربيل قد ثارتْ

ولا بغداد قد قامتْ

فبؤسا ثم بؤسين

لشعب يعشق الموت

لأجل الموت والذكرى

 

سرو...ما ماتْ

سرو....عاشااااااااااااااا

الاثنين

18/05/2010 

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1408 الاربعاء 19/05/2010)

 

 

في نصوص اليوم