نصوص أدبية

فسيفساء

أو عندي مخازن الفضاء

أبدا ...

لا أضع الشّمس في رأسي

ولا القمر نور بصيرتي

ولست متقلّدا النّجوم

...

***

غير أنّي أزعم

مداعبة المجرّات

و أنضو عنها وسنها

غير أنّي أدّعي

مغازلة الكواكب

وأعرّيها من غلالاتها

والأنجم أذروها على التّائهين

المتوّهين بعد أن أنزع عنها غماماتها

كذلك البحور أحلّيها

للعشّاق والمعشوقين

والسّباخ أنبتها ياسمينا

للمتوسّمين

***

لا تقولوا:

– هذه من غواية الشعراء

اليهيمون في كلّ وادي

وواد ينسلون ...

أو تلك من أعاجيب إرهاصات...

أخيلة المثقف الدّخيل ...

أو مسرّاته الذّاتية المفترضة...

والمضمرة ... والمختزلة...

***

وماذا سأقول لكم أيضا...؟

? إنّي مجهول تاريخ الميلاد

مجهول الهويّة... والمسلك...

في ضوضاء الغوغاء

***

عشت مع الجعلان

وأحيا جارا للفئران

لكنّي لن أموت كأولئك الجرذان

لأنّي رغوة الخيال تراودني

مصل الذاكرة يغازلني

يعاكسني...

***

? تسألينني عن " الهنهنات... "؟!

? أخشى أن تكون إجاباتي تساؤلات مربكة ...؟

الهنا الأولى:

هنا في خيامنا

كيف نسينا سطوة معنى الصّحو...؟

واَستكنّا للأحلام السّالبة

الهنا الثانية:

هنا في بلاطاتنا

لِمَ نتجاهل دفق عمق الوعي...؟

ونحتفي بلافتات الهلوسة سرّا – علنا ... 

الهنا الثالثة:

هنا في مخيّماتنا

ألسنا نفرّ من هدهدات التّحرّر...؟

وإغراء رجّاته ...؟؟

ونُلبّي مقولات الأسرّة المائلة

الشّوهاء ...؟؟

و الهنا الأخرى:

ليس لها مجال هنا ...!!

***

كأنّنا لا نصطلح سوى مع " أحبار"

الاِستقواء

فالدّنيا تروح وتغدو

ولا نقبض إلاّ على زئبق الخواء

زخّات أشواق عقيمة (...)

***

لا صبح ينعشنا من قطع الدّهماء

ولا ليل يسكننا من دواوير الرّمضاء

رأيت الضّباع ما اَلتهمت غير فضل الجيف

والجوارح لن تستمرئ غير طرائدها

***

كم من جبال واهيات

منخورة القواعد

تدكّها الزّلزلات

وتذروها العاتيات ذروا...!

والجلاميد الرّاسيات

أوهنت التّيّارات الهلاميّة...؟!

***

جدران الصّمت

لِمَ لا ننسفها

بشهد البوح...؟

إذا كنّا نقيم وزنا

للرّياض الزّهراء

ما دامت حروفنا

تلهم الرّوح

ب[إرادة الحياة...]؟؟

والنّسرين كيف نبيده

في اللّيالي المزكومة؟؟

***

ذبالة القصيدة

نذكيها بتوقّد أنفاسنا

لتتوهّج

ليعرج سناها

لمنتهى السّدرة

ويضيئها بمشكاته

ليعلم أهل السّماوات

أنّ العشق لا يزال حيّا

حيّا ...

في مشارق الأرض

والمغارب

وأنّ قلوبا

لا تزال حيّة

حيّة ...

ولو كره هراطقة

العهد القديم

والعهود الأخرى...

***

... إنّا وإن فطمنا عن حليب أمّهاتنا

لن نفطم

عن حلم الشّعر

وشعر الحلم

***

فدغدغيني بعذوبة العشق

أو بعذاباته

كي ندرك أنّ للحياة معنى

غنّيني ترانيم الوجد

عسانا نجد للوجود مدلولا...!!

فنهبّ لمعانقة سرّ الكينونة

يا ذات اللّغة – السّحر 

البكر في سرمديّتها

فإنّي ما عدت أعي نبرات الأوتار

وأغاريد الأطيار

ولم أعد أستطعم نكهة قهوة الصّباح

وشاي العشيّ

***

هل تسّاقط الثّلوج إلاّ في أصقاع الصّقيع...؟!

هل يتنزّل الوحي إلاّ على وجدان كلّ شاعر مُريد...؟!

***

? فهلاّ داويتني ... يا شاعرتي ...

بالّتي كانت هي الحياة...؟!

***

لا تخذليني... كما خذلتني آلهتهم... وخذلتها...؟!

و أ... ر... ش... ف... ت ... ن ... ي ...

الغيبوبة

في متاهات –  أحراش– الغياب 

لا تخذليني...

اِنتشليني... من الغرق

في محيط حروفي

في جحيم حروقي

فما دريت أنّي لا أحذق العوم

إلاّ لمّا هاج موج البحر ... ووجداني

***

أكلت خبزي مغمّسا بأحزاني

وكثر هم من غمّسوه في برك الدّماء

ومستنقعات الأقنعة...؟؟ مع الأشباح...!!   

***

أقول أخيرا:

? لو تضربيني ببعضك...

فقد يبعثني من مرقدي  الجبريّ – المرعب

و يغشيني أريج(...)

ويغشاني... فيحييني...؟!

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1409 الخميس 20/05/2010)

 

في نصوص اليوم