نصوص أدبية

شادية نوتردام!

بسيمون الزنجي ولكنه غير اسمه إلى عقيق جبريل بعد أن أُكتشف أمره مؤخرا وذاع صيته السيئ في البلاط، فار إلى مملكة مجاورة اشتهرت بين أقرانها المتناحرة بالطرب وجنون الاحتفالات التي لا تنتهي، نفسها قرية الخادمة التي ولدت فيها، وفي ليلة من الليالي المقمرة شعر بوخز أسفل ظهره، بدأ يصعد شيئا فشيئا حتى وصل إلى قلبه الذي كان محموما منذ أن غادر القصر، ولأن سيمون أو عقيق كان ينجز في لمح البصر ما ينجز أبناء جلدته في ساعة، فإنه عاد في لحظة خارجة عن الزمن، متخفيا بسواده إلى مملكته الأم، في ليلة احتفلت فيها هي الأخرى بأعيادها التي لا تتكرر إلا بولادة الملكة لمولود ذكر، ومن تحت نافذة الأمير الطري سمع صوت شاديةً تغني بصوت ممزوج بنشاز الموت فعرفها، شاهدها وهي تقترب من المهد المُذهَّب، خانقة العيد الذي لن يتكرر.. وبصوت أغرى أكثر من كان يمشي في الممرات من الخدم بلطف صنيعها، مطمئنين إلى ابتسامتها التي لا تكاد تفارقها !.. أحدهم تذكر كيف غنت البارحة لسيدها فمال ضلعه وماعت معه أفئدة ضيوفه الخُرَّف! فأخفى ضحكته الماكرة وابتلعها مع ريقه الذي كان منعشا برائحة النعناع، قفز سيمون متدليا كقرد فالتقط وجه تلك الشؤم فعصره عصرة أنهت حياتها بعد أن ترك أثر مخالبه الحادة على رقبتها المُسفَّطة.. ومن يومها لا يعرف أحد  مكان اختفاء الجثة ولا مكان الجنِّي الصغير.. ثمة من يعتقد نهاية سعيدة لهما كنهاية أحدب نوتردام، ولكن....!!

 

  بلقيس الملحم/ شاعرة وكاتبة من السعودية

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1409 الخميس 20/05/2010)

 

 

في نصوص اليوم