نصوص أدبية

آهات من فجر الولادة

ويلجمها سوط جيوش الجياع

تعود إلى رحم الذكريات

مخاض ..تكور .. طلق

تعود إلى جدث الفراتين..تتكور

تشطر ثدي الماء.. لتولد من جديد

من تحت آثار الرماد... تأتي الولادة

فتتساقط الكلمات على طبق السنين

ويقوم لها أصداء وطن

ليستعير فوق حلة عرسها

سعير الحرائق وطبع الجليد

تتوقف بين خرائط العذابات ...

وأبجدية الدماء..

وغسق النجيع

تتكور لتعود إلى ضرعها

يشاطرها النفي في صمتها

والقصيدة المكبوتة في جوفها

تخرج من أصفادها ..سجنها

.. تمد أصابعها من جديد

تغسل شعر جدائلها بندى ... أولادها الشهداء

وتقف لتزرع جماجمهم في حدود الدم

تسترجع أغشية شرايينهم

توقدها في رحمها المخملي

شهاباً يستنفر الكبرياء

شموخاً ...اباءاً

يسخر من جميع النصوص

ويشهق في أوار دخانه

أبجديات الدناءة والرضوخ..

يقيس أواره بيوض التبرم

فيمص حليبها المحاصر..

نواة الشهداء

وثكنات من الصور المالحة

وحشد من الآهات..

تطرق أبوابنا ..الذكريات

فافتحي يا صغيرة...أوصيك بالدم

عند الارتحال

حين تكون الشعارات مكتوبة بالرماح

تشتعل قصاصات وشراذم

كل الأسئلة؟

نحو امتداد بحور الدماء.. نحو التوهج

وعندما تعتقل السنبلة

ويسقط رأس النخلة .. وحيداً ... وئيداً

على سلة المقصلة

وينتشر في الساحة العابثون...

على موائد الدم

ليشهدوا عند جواب عقيم ...

ضياع سبايانا ..

الثاكلة

تتوالى صرخات المخاض .. صراخ ... صراخ

عذابات تولد ... فكر مقيت

يدنسه بكاء جموع الثكالى , مع أمنا الأرملة

يصاغ الكلام بفعل عقيم .. وفاعله

ضائع في الطريق .. مصلوب

مرفوع .. يعذب

فافتحي عقلك يا وليدة

فأن الحمامة في عشها وئدت بيوضها..

وأحتضنت محلها...

قنبلة

 

2003

  

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1410 الجمعة 21/05/2010)

 

 

 

في نصوص اليوم