نصوص أدبية

سوبر سريالي...

 وسكاكين القصابين..

ومن غادره عطر كلامور منذ سنين سحيقة

الكرامة بيضة في جوف دجاجة..

 متعسرة ولادتها.. بل الكرامة بيضة ديك يراها (اليساري) من هولندا

دانية...وأحمد يقف في الطابور..

 يستنسخ البطاقة التموينية. وشهادة الجنسية والجنسية.. والشهادة الجامعية غير مزورة.....وتأييد المختار.. يحلم بطابور آخر لمعاملة تعيينه..

 أحمد يحلم أحيانا بفيزا... تحمله للجزر القُمْرِ..أو مدغشقر..

الكيو طويل جدا..مثل ذيل تمساح..

والشارع يفتح فاه تمساحا يتلقف السيارات الموبوءة بالعبوات اللاصقة المفترضة..

و(اليساري) يتلفن لأحمد .. قاوم..

قاوم .. فعل أمر مبني على السكون

والفاعل ضمير مستتر تقديره (لا أحد)

 وأحمد يبحث عن صابونة..

 يغسل بها نعاس عينيه..

وقنينة الغاز فارغة..

والكهرباء تعتعت سكرانة..

 والطفلة زنوبة تصرخ (جوعانة)..

 والجدة تهمس (يا عالم: بردانة..)

وذاك الولد الجني يتقافز..

 يسمونه أبن الجنية..

 يغطي وجهه بمنديل مهلهل أسود..

 يتقافزــأيضاــ بؤبؤا عينيه..

 يعتلي سطح المنزل ويقاوم..

يمارس مقاومته الفردية..

 يستمني مقاومة جمعية .. في ذهنه..

ويسمي نفسه قناصا..

لا يعلم من سرب اليه الطلقة..

ومن أين أتته الرشاشة..

 يحاول أن يقنص طيارة.. يحلم بحورية عانس.. تنتظره.. عند تخوم.. الحلة..

ويثبر الشارع بحديث.. الار.. بي.. جي.. سفن..

 وحديث الهبَّة الخلفية..

 يستمني كلمات حفظها من دفتر..

 سمر أوراقه..

...

....

 رأى السارد فيما يراه النائم.. أبن الجنية يعتلي..

 سطح المنزل..

 والطفلة ما زالت في داخله تصرخ..

 وأحمد لم تصل اليه بعد الصابونة..

.......

.........

 أحمد لا يشرب القهوة المرة الحارة في الكافتريا..

 أحمد لا يحلم بعروسة..

أحمد لا يشتري كتبا او دوواين قصائد.

 ولا يفهم في السياسة..

 ولا الفلسفة المباحة منها والممنوعة..

 لكنه يحلم ( بوظيفة )..

.....

 أبو أحمد (شهوبي)..كان الأكثر حكمة في المنزل..

يستيقظ عند الفجر يصلي..ويستغفر ربه..

ويشعل جمرات الناركيلة..

 يتلهى..

يسحب أنفاسا حرى..ليطلقها.. ثانية حرى..

ويفتح جهاز التسجيل..

 يسمع صوت القبانجي..

 يعيده لأمس تولى..

( وحن لي وبكى.. وأن لي وشكى.. وقال لي .. يافتى.. ضاقت بك الحيلُ.. ان البدور اللواتي.. جئت تطلبها .. بالامس كانوا هنا. واليوم قد رحلوا..)

 وراهبُ الدَيرِ بالناقوسِ منشغلُ..

 وأبو أحمد شهوبي.. يفكر..

 يفرك يديه ويفكر..

 يفكرُ جادا. أن يصعدَ لسطحِ المنزلِ..

 ويخنق بكلتي يديه رقبة أبن الجنية..

 فالمنزل لا يحتمل طابوقه..

 صوت أطلاقة مدفع..

 ولا جصه

..!!

 

........................

هوامش

وحن لي وبكى.. مقطع من أغنية للمغني العراقي الراحل محمد القبانجي..

طابوقه.. طابوق المنزل!!!

 الجص..مادة تستعمل في بناء المنازل رخيصة الثمن!!!

يثبر.. فعل مضارع.. عامي الاستعمال بمعنى يكثر ويلحف بالحديث.. ولا يخفى ان النص مكتوب بلغة قريبة جدا من الاستعمال اليومي للغة.. وقد أستفاد السارد من استعمالات السياب وهو عميد القصيدة المعاصرة في استعمال مفردتي بردانة ..وجوعانة .. فلقد أجازها في أحد نصوصه..  بدلا من جائعة..

الهبة الخلفية.. ردة فعل القذيفة المنطلقة من مدفع الار بي جي سفن المحمول على الكتف.. وتكون أحيانا قاتلة لزميل مطلقها... لقوة عصفها..

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1410 الجمعة 21/05/2010)

 

في نصوص اليوم