نصوص أدبية

هاجر

                      

 

هم...

يذبحون "إسماعيل"

يا صغيرتي

ويذبحوك

لم يروا

حلما

ولم يوح إليهم

بذلك قط ْ

...

 

لا ...

تنتظري

صوت الرب

لينقذك

هم لا يسمعـون

...

 

تلك

أفاع ٍ شذبتْ

فحيحها للصهيل

وانقطعت بكل

إخلاص لأعمالها

الشريرة

كما ينقطع

المتعبدون لأصنامهم

...

 

هي...

تخبّ هناك

في أحراش الوادي

وبأعين بارقة

كأعين الساحرات

تنفث سمومها

وتمضغ فرائسها

كما تمضغ

عجوز متصابية

عشاقها اليافعين

...

 

بالرغم..!

من فصاحة أجراسها

إلا أن

الأزقة التي غمرت

طفولتنا بنداها

فقدت بكارتها

وما عادت قادرة

على قراءة الرعب

الخفي الذي تطش

عقاربه قوافل الغواة

والمهرجين!!

...

 

الكهوف الدموية العبقة

التي شيدتها

شركات الأيديولجيا

الدينية منها واللادينية

أفقدتني رجولتي

على أبواب

وكالات الهجرة

وكمراهق يتفقد خصيتيه

تفقدت أوراقي الثبوتية

وهي تتصبب عرقا

حيث الخوف يعتصر

حروفها

منصتة إلى أين

ستقودني قدماي..

كما تتنصت زوجة غيورة

إلى ما سيقوله زوجها

في أحلامه العميقة!

...

 

"أريد أن أبقى عربية"

هذا ما قالته

"هاجر"

إبنتي ذات الثلاثة عشر

شتاءً

وهي تتحسس التجاعيد

التي  لاتعرف معناها

في وجهي

 

حقا..

سيكون من العسير علي

أن أحمي لسانها

من الانزلاق إلى ألوان

غير بابلية أو

ضوع غريب

وما سيحل بهذا

الوجه الملائكي الباذخ

في لجة البرد والظلمة

بعد أن اقتلعته

من جذوره

كما يقتلع مهرب

نخلة بصرية

بفرح مضجر

تزدريه

الأشباح النائمة في

ظلالها

...

 

آه

لو أختبئ في

سواد عينيك الحائرتين

يا طفلتي الجميلة

وأنا أقترف أخطائي

المفجعة

كما يقترف داعر بائس

نزواته في طريق موحل

له بداية

وليس له نهاية

وأنى لي

أن أوقف خطواتي

عن الهذيان

ولست أدري

أية بستان تلك؟

التي يتكلم عن إنشائها

أرباب العروش

والألقاب

بعد أن أدخلوا

الوجوه المشفرة

إلى

حجراتنا

ودسوا المفرقعات

في شوارعنا

وكأن للموت

عطرا ينفذ من

خلال القلوب

ولن تصده جدران

الزجاج.

...

 

"لله جنود من عسل"

هذا ما قاله

أحد المقاولين القدامى

بروح حاذقة

فاتحا ذراعيه لاحتضان

مئات السنين الدموية

التي لطخت تاريخنا

بظلمة أبدية رائقة

العسل يميت ويحيي

وإذ يرقد  في قبره

الذي لا يزوره أحد

تتلألأ في روحي

مرايا الخوف

وأنا أبصر أشباحه

لا تنفك من إشهار

خناجرها اللامعة

فألوذ  بنيران قلبي

المختلطة بالأيمان

وهاربا إلى عيون

طفلتي الحالكتين

...

 

"إبراهيم"

عراقيا كان

وإذ يستمع للحطب

المرتطم بالنار

يعجب كيف

تحن الصحراء لوأده

في أور

إن قلبه ليغدو كتلة

ثلج حمراء

عندما تمرر الخناجر

فوق جيد "إسماعيل"

كما أن الأجساد

بدشاديشها القصيرة

تخيفه كما يخيف

الدغل الأزهار

 

ضحكة مريرة

ترتسم على سحنته

وهو يرى رب العزة

مثل كرة

يتقاذفها رجال

بعمائم بيضاء

وأخرى سوداء

...

 

"إبراهيم"

إن البهجة لن تقرب

قلبك أبدا

إما قلبي الساكن

في حزنه الأبدي

فهو يستمع لأنينك المكتوم

ويردد أغنيات نحاسية

يموت صداها في قلوب

المنهكين

وفي عيني "هاجر"

المر تعبتين

 

أبو ظبي

ألأربعاء 16/09/2006

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1412 الاحد 23/05/2010)

 

في نصوص اليوم