نصوص أدبية

عودة إلى الوطن

 

لكنني لم أستطعْ

إذ أن أوغادا لئاما، مني، قد سرقوا الوجود

 

و القلب أصبح خافتا

لا طاقة فيه تحرِّكه، ولا

شئ قليل من وقود

 

ورسائلي

لأراضي حبي، لم أجد عنها قليلا

من جوابٍ أو ردود

 

و جاريَ الحر الكريم سفَّـروه إلى أراضٍ

قيل عنها أنها خلف الحدود

 

و جاريَ الثاني في سجنٍ رهيبٍ عذبوهُ

قتلوهُ

أقبروهُ دون  لحمٍ،

دون عظمٍ،

أو بقايا من جلود

 

و جاريَ الثالث كانوا أحرقوهُ

في حامض النتريك قالوا: ذوَّبوهُ

هكذا كي لا يعود

لا  لن يعود

 

و جاري الرابع نذلا حوَّلوهُ

لرفيق خِسِ صارَ

من صلب النذالة و الجحود

 

يا عراقياً، ألا أخبرتني:

هل رأيت مجرماً يجرم في الأرض كما،

أجرمت خنثى عراق البعث فيه؟

لن أجد  أبداً، لنا، إلا رفيق البعث

في غدرٍ حقود

 

قد سُرقت داري التي وُلدت فيها

ثم بيعت

وباعها ذاك الذي كان اشتراها

ثم بيعت مرة أخرى

و أخرى بالرشاوي و بالهدايا

و الوعود

 

لكنني بعد السقوط،

و بعد تحرير العراقِ

من حثالاتِ اللئام

تراني هذا اليوم

في عيدٍ أعود

 

لأرى رفيق البعث

يغرق في الركوعِ و في السجود

 

وأرى عراق الخير

يسطعُ في السماءِ شامخا

يعلو إلى الأعلى

و يقفز في صعود

 

أخوالنا قُتلوا

أعمامنا ماتوا

أطفالنا هرموا

و شبابنا شاخوا لينتقلوا إلى

فِئةِ الجدود.

 

أبناء أخوتي، ها أنا،

إني أراهمْ

يمرحون و يضحكون في ذهابٍٍ

في سعود

 

أبناءهم، أحفادُ اخوتي،

ها همُ  أحفادي أيضاً

و هُــمُ بذرٌ  من البيتِ الجريح

إنهم زرعٌ لنا

و بهم لنا سِـرّ الحياةِ و الخلود

 

محيي هادي

أسبانيا

21/05/2010

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1412 الاحد 23/05/2010)

 

في نصوص اليوم