نصوص أدبية
الفتوى
... بين المشكاة وبين النور
يتحزّمُ أبناء الله رجولتهم
ويتمّ البرق
الليل عباءة كلّ الثوّار
فلماذا ..
لا يطفىء قنديل الدار ؟
فا (الطارش) يعرفُ أن الليلة
تكفي أن يصل النهر
والنهرُ قد يصل الجرف
والجرف يمتدُّ رحيباً نحو الأفقِ
والأفقُ كفيلٌ بالوصلِ
ومقاهي البلدة تسترقُ السمع ..
لهسيس الريح ..
علّ القادم يتركُ فوق مقاعدهم ..
.. سرّ الرملِ
آه .. يا رطب الشهر السادس
آهٍ .. يا أثداء النخلِ
لا تخشي إطلاقة قنّاصٍ
فرجال الصبحِ نواطيرٌ في الدغلِ
وزغاريد إمرأةٍ تومضُ في الليل شظاياها
وتدكُّ الأرضَ ..
و (شيلتها) تصدحُ بالغنوةِ ..
( إبني المضغته البارود مفطوم عل سركيهه
غم راي التجيب هدان وتكمطه عل رجليهه )
إيهٍ ... يا نهر الأطيارِ
كُلُّ (يشاميغ) الكِبرِ المشحونة
بالنخوة والنارِ
تتثاءب عبر الجرفين
تدعكُ أعينها رانية نحو الأفق
وأجنحة الصبحِ الملتحف العشب
تترقّبُ في شغفٍ أخبار البرقِ
والطير الهابط كالسهمِ
الطاعن خاصرة الماءِ
النازلُ نحو العمقِ
يحملُ في طي جناحيه بريد العشقِ
يا أرضَ فراتيَّ أفيقي ..
فالدنيا واجمةٌ والأرضُ تمور دماها
في الرحمِ الراجفِ من دفقات الطلقِ
يا أرضَ فراتيَّ أحيلي...
كُلُّ متاريس الحقدِ القابعةِ
في البهو الخلفي لسجن القلعةِ
مجمرةً .. ودعيها حرقاً يتوالدُ من حرقِ
إيهٍ .. يا نهر الأحزان
يا مجرى الغضب المكبوتِ ..
.. القابعِ خلف القضبان
يتثائبُ صبح الله قُبيل الفجرِ
تومضُ في الحقل الغافي ..
المتعبِ تحت عناقيد التمرِ
هوسة ثار ..
( يدّوهن كِل صوجر يمنه )
وتحترق الأرضُ يُشعل في الأفقِ مداها
يتناهى السمعُ الى صوب المشخابِ
ينفضُ (مهوالٌ) صايته
يتسلّحُ بالدفء الوطني
ويطلقُ هوسته .. ( زم بحر وحيّد شيروفه)
إيهٍ يا وطني
يا منزل كلّ الأطياب
إيهٍ .. يا وطن الأنسان الأوّل
تتناهى لفجر ولادته كُلّ الأنساب
دع شمس جبينك ..
.. تُحرقُ بالطين المفخورِ
مواطيء كُلّ الأغراب
إيهٍ .. يا وطن الأحباب
وائل المرعب
............................
الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1414 الثلاثاء 25/05/2010)
