نصوص أدبية

جنونٌ ...ما...

عبر الأنهر

وينصبّ في البحار

أمّا الفائض الآخر

فقد يروح بخارا

ملاحقا الغيمات

في أشكال دوائر

وتشابيك عنكبوتيّة

* فجأة عمّ السّكون المطبق

خلتني فيه ...الموت غمرني

إلاّ أنّني لم أر بياضا

ولا سواد – ظلمة

غير سماء نحاسيّة

وأرض مشقّقة ...

لا تنبت زهرا

صعيدا جرزا

تبعث بأنّات مكبوتة

وشهيق مؤلم

كشهيق العنقاء

ولو أنّني لا أعرفها

 وزفير عتم

كأنّه شهيق التّنّين

المجهول هو الآخر

أو هكذا خيّل إليّ

كأنّه هو ...

وفي ومضة

اِنقلب المشهد

أزيز طائرات حربيّة

و هزيم صواريخ

فيثار دخان ونقع

يغشى

ويسمع أنين وصراخ وجلبة

فوضى في نهاية الأمر

تصمّ

لم أعرف مصدرها

لحدّ الآن

ثمّ هنالك في البعيد

دويّ هز الأرض

وكلّ شيء

واِنفجار إشعاعيّ ... مشعّ

التحم بالسّماء

كالّذي وقع في "هيروشيما "

بل أشدّ وطأة

لأنّني شاهدته مرّات

ودمار

لا تسألوا عن مداه

إنّها الواقعة ... بعينها ...

أو كأنّها هي

فكنت ترى الهامات تتساقط

صرعى

كجراد

والأجساد المتفحّمة

والأشلاء في كل مكان

تغطّي وجه الأرض

تلا كلّ ذلك نحيب وعويل

بدون مصدر معيّن

و همهمة وتمتمة مخنوقة

وفجأة

ساد صمت رهيب من جديد

والدّنيا صارت غلسا

كأنّه الكسوف ... أو الخسوف

فضيّعت أبعادي ... ثانية

وهبّت رياح عاتية

فسيق سحاب كثيف مدلهم

سراعا

كأنّه يوم الظّلّة

لكن لم ينزل سوى

غبش – رذاذ  ... منعش

كما رذاذ يوم الحشر

وبعد برهة

ليست بالطويلة

وليست بالقصيرة

إذ المقاييس اِختلّت

... اِنعدمت ...

حدث شيء

ولا حتّى في أفلام الخيال العلمي

 ... والأسطوري ...

بدأت أشياء تنبت من الأديم

وتنسل

كأنّه النّبات

أو يشبه نبات

الأدغال والأحراش

فما هيّ إلاّ  سِنَةٌ

حتّى صارت غابة

من الغابات الاِستوائيّة ... أو المداريّة ...

وتدفّقت الأنهار

وكثرت المصبّات ... والشّلاّلات

وعمّت الحركة

وتناسلت حيوانات

أسطوريّة ... ومعاصرة ...

كالماموث ... والديناصور...

اللاّحم و الكالش

والفيلة والكركدن

والطّيور ... والجوارح ... والكواسر

والزّواحف الضّخمة العجيبة

جميع هذه المخلوقات

يفترس بعضها البعض

في صراخ ... وصياح  ... وزئير ... ونباح

– أين  أنا الآن ... ؟

أ في يقظة ... أم أضغاث جاثوم

أ في الأولى ... أم الآخرة ...؟

أ في ما– قبل التّاريخ ...؟

"!أم ما – بعده ..." نهاية التّاريخ ...؟

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1416 الخميس 27/05/2010)

 

في نصوص اليوم