نصوص أدبية

تناص مع ذوي الرؤوس السود (نص هائم)

 

2

أن خدماتك قد بقيت دون مكافأة....(دام ظلك.. هل  اتاك حديث الارامل؟)

 وأني سوف أصحح هذا الخطأ....من الغريب ان يسكن الخائنون في القصور.. والخانعون..وأن تسكن أنت.. في مثل هذا القبو..أمثلك في هذا القبو يستريح؟؟

 كاتب المنشور السري..وناسخه..وموزعه..(يحرق بعد القراءة مباشرة).. المواعيد السرية وتشفيراتها.. وكلمة السر.. واللقاءات..يالهذا القبض ريح اللامفهوم! الغريب.. الناعم..المسالم.. أمثلك؟!.. أني أشعر بالخجل.. لكني سأصحح هذا الخطأ..

 

                                  3

أريد أن أشتري زهريتين من الخزف الصيني..فهل لديك متسع من الوقت.. لكي ترافقني الى البازار؟.. البازار ليس بعيدا.. في متناول الشارين..الناكثين..والقاسطين.. المتسلقين والعابرين..المتفرجين والناشطين.. والباحثين عن تجارة يصيبونها.. أو أمرأة..البازار قريب..

 لقد هزلت حتى بانت كلاها.......... وحتى استامها في السوق كل مفلس

 لكن.. في السوق... ايضا..... خزف صيني.. وأنت  أعرف مني بالتحف..

 

4

يظهر انك صعب الارضاء ياباشا..

 

5

عفا السلطان عن الباشا... لكن الباشا لم يعف عن السلطان..وصاحبك مل الحانة.. وسئم ندامى الليل..الباشا  مل المكرور.. ونديمه نفدت حكاياه..والهزل ماعاد يضحكه ولا الجد..الندامى مخمورون قبل ولوج الدكة..يلثغون بشعر ابي نؤاس والخيام.. ابو نؤاس أعمى...يقف في الطابور ذليلا..بين يديه ترتجف البطاقة الذكية. حذر الضياع... يراوح بين قدميه..وعجت أسأ ل عن المصرف

 الحكومي..تساومني الموظفة الحسناء على بيت شعر.. لتضحك..في الواحدة ظهرا غادر ابو نؤاس المصرف وبين يديه ترتعش الاوراق النقدية.

 

6

يظهر أنك صعب الأرضاء ياباشا.. وصعب قيادك..لايرضيك الا رأس السلطان..لقد حصدت كثيرا من الرؤوس..لكن رأس السلطان له مذاق الفلة..

لن استعمل الطلقة..بل الموت الكلاسيكي...سأبطحه أرضا وأذله..ومن شفرة سكيني سأتذوق طعم الفلة..

 

7

بعد الغداء تجولنا في البازار...كانت الزهريات المعروضة علينا جميلة جدا..

لكن الباشا لم يعجب بأي منها..

ــ يظهر انك صعب الارضاء.

ـــ انا؟...انت مخطيء .. بل هوالذي يصعب ارضاؤه..

ــ ومن هو؟

ـــــــ السلطان  عزيز....لأني سأهدي  الزهريتين اليه..

ـــ أسمح لي أن أضحك

كيف تريد ان تهدي زهرية للسلطان وانت تخطط للأطاحة به؟

ـــ انت تخطيء ثانية.. لاتستغرب..أني أقلده وحسب..لأن هذه هي عاداتهم.. عادات السلاطين.. أذا رغبوا بقتل أنسان أغرقوه بالهدايا..

 

8

ماقيمة الحياة وما جدواها لجندي يعيش بين السواتر؟؟. لقد عرضت نفسي للخطر.. في سبيل مجد  لغيري. يسجل.... طيلة ثلاثين سنة..هات رصاصاتك.. آن للفارس ان يترجل..وأن يترك الحياة.. مامعنى ان تناضل.. وخلفك الملايين تفاخذ الاسى..والصغيرة.. صوب الغرفة....كان مفوض الامن يقود أستاذ الفيزياء.. وما جدوى راقصة الباليه.. تتهادى بجعة صوب بحيرتها.. وكنت انا في قبوي اتعفن.. كان الباشا مخمورا حينها..

 

9

أنتهى النص....لكن ثمة توضيحات لا بد منها.. فالسارد  يتذكر أنه قرأ مذكرات الضابط الفرنسي شارل مسمير الذي خدم في جيوش الامبراطورية العثمانية..ويتذكر حوارات  حسين عوني باشا قائد  تلك الجيوش (في مرحلة ما) مع الضابط الفرنسي وهو يفكر بقتل السلطان عبد العزيز.. وقد فعل.. لكنه حوكم واعدم بعد عامين على يد اخيه السلطان عبد الحميد.. والسارد هنا  يتناص مع تلك الذكريات.. يقترب ويبتعد حسب متطلبات ذائقته وما تجود به..اما العنوان.. تناص مع ذوي الرؤوس السود.. في

  اللغات  البدائية  المنقرضة  ربما الاكدية  كان يطلق على الرجل او الانسان عموما او ربما على العراقي وحسب ذي الرأس الاسود.. وذوي الرؤوس السود أي الناس.. او الرجال.. وجاء في أحد نصوصهم  وفق ترجمة طه باقر(كل مايهمك هو أمر ذوي الرؤوس السود وليس أمر الالهة..!) والله اعلم..

في نصوص اليوم