نصوص أدبية

طفلة تشتهيها المشانقُ

 إِذا ما تَضاعَفَتِ الْعَتْمَةُ؟

 مَنْ يَـحْمِلُنا بَعيدًا ، فَكُلُّ الأَرْصِفَةِ سهام طائشةٌ؟

 مَنْ يَرْسُمُ خُطانا فـي الْـمَدى

 وَيُزْهِرُ شَجَرًا أَزْرَقَ فـي الْـمَمَرِّ؟

 كُلُّ النواقيس التي تدق الغبار أنتَ

 وَصَمْتُكَ تَرْميمٌ لخطى المنسيينْ..

****

 

سَيُعَرِّشُ الرَّبيعُ فَوْقَ صَدْرِ الأِشْتِهاءاتِ

 يَمْنَحُكِ سماء خفيفة  ونجوما تبكي

 وَالنَّوارِسُ سَتَأْتـي مِنْ بَيْتِها الْوَرْدِيِّ

 يا طِفْلَةً تخرج منها الظلالٍْ

قولي لي كَيْفَ أَجْتازُ الْـحَريقْ؟

 *****

 

آهٍ أَيَّتُها الراكظة فوق أصابع الريح

 هَلْ ننجو من شرك القلب المريضٍ؟؟

 ه?ذا الْـمَكانُ جُرْحٌ قَديمٌ نَهَبُ لَهُ دَمَنا وَشَجَنَنا

 نَهَبُ لَهُ جَـميعَ قَصائِدِنا الْـمُتَّشِحَةِ بالمكان الذي يأتي منسحباِ

 أقصد  الطفلة التي تصب الحدائق في بعضها وتلهو بنزق العشاقِّ

ه?ذا الْـمَكانُ الذي يشد الارض من طرفيها كقوس الفراغَ،

كَيْ تَعْبُرَ حَيْرَتُنا الْأَبَدِيَّةُ

 الطَّواويسُ لَيْسَتْ كُلُّها جَـميلَةٌ

******

 

سَأُنادي الْغُرَباءَ الَّذينَ رَحَلُوا إِذَنْ

 سَأُنادي كُلَّ السُّفُنِ الَّتي أَبْحَرَتْ

 وَأَبتكرُ بَحْرًا آخَرَ لِسَفَرِنا الْقادِمِ

 *****

 

وَيَأْتِـي السَّفَرُ يَتَحَسَّسُ الظَّلامَ

 وَكَأَنَّ كُلَّ الْـمَرافِئِ حَـمَلَتْها الرِّيحُ إِلى شُرْفَةٍ مُشَرَّعَةٍ على غُرْبَتِنا

 يَقولُ الشَّارِعُ و الموتى القدامى و الطفلة التي تسكن المرآة الحجرية قرب النهر

 خُذونـي مَعَكُمْ

 لا بَرْقٌ وَلا مَطَرٌ يُغْريني بِالْبَقاءِ

 لا قيثارَةٌ تَعْزِفُ وَحْدَتي دونَ أَناشيدِكُمْ

 وَيَأْتي السَّفَرُ مِنْ قَلْعَةِ السِّنْدِبادِ

 يَـحْمِلُ فـي حَقيبَتِهِ حِكاياتِ الْعُشَّاقِ الَّذينَ قُتِلوا

 وَاغْتالَتْهُمْ  الملاحمٌ

 لَـمْ يَعُدِ الشَّارِعُ يشاغب حواس آخر الليل.

********

 

 امْرَأَةٌ تَنْتَظِرُ فـي عُرْيٍ، الزَّمَنَ الرَّمادِيَّ

مَنْ أَنْتِ أَيَّتُها الْبَلُّورِيَّةُ الَّتي تَشْتَهيكِ الْـمَشانِقُ؟؟

 وَالْوَجَعُ يَـخْنُقُ فَراشاتِكِ الْـمُلَوَّنَةَ

ما زِلْتِ رَغْمَ طَعَناتِ الْـخَناجِرِ الصَّدِئَةِ

 تُراقِصينَ الْـجَمالَ

 تَهَبينَ أَلْوانَكِ الْقُرْمُزِيَّةَ لِلسُّكونِ

 لَكِ ما تَرْغَبينَ أَيَّتُها الطِّفْلَةُ الْغَريبَةُ

 لَكْ نَجْماتٌ تَـجوبُ عَتْماتِكِ

 لَكِ مَطَرٌ يَمْلَؤُكِ

 لَكِ جُرْحٌ وَوَجَعٌ يَئِنُّ

 وَزَوْرَقٌ يَـحْمِلُكِ إِلى الشَّمْسِ

 آآآهٍ يا سَليلَةَ قَرْطاجَةَ

 دَعي الْأَزْهارَ تَنْمو عَلى ضِفافِكِ

 دَعي أَلْوانَ قَوْسِ قُزَحٍ تَلِجُ قَسَماتِكِ

 لا شَيْءَ يُباغِتُكِ غَيْرَ غُبارِ الطُّرُقاتِ النَّائِمَةِ

 ****

 

يا امْرَأَةً تَسْكُنُ كَهْفَها الْأَزَلِـيَّ

 تَعْبَقُ مِنْها عُطورُ الْبَرْبَرِيَّاتِ

 أَساطيرُها تَتَجَدَّدُ مِنْ اِشْراقَةٍ جَديدَةٍ

 يا امْرَأَةً تَـحْمِلُ  قيامة أخرى يبعث فيها العشاق و الذين – ماتوا خلف أعمارهم-

 هَلْ تَعْبَئيِنَ بِما خَلَّفَتْهُ الْـحَرائِقُ؟؟

 قُولـي أَيَّتُها الشَّفَّافَةُ

 مِنْ أَيْنَ تَلِجُنا الرِّياحُ

 وَحْدَكِ تُعانِقينَ الْـحُلُمَ

 وَوَحْدَكِ تُطَرِّزينَ شَراشِفَ الْقَصائِدِ

 يا امْرَأَةً يَـحُطُّ الغيوم على كفها

 تَسقط بين خطوط يديها نبوءة العرافين حين يكتحل البحر بالغرقى و مهرجان الملحِ

   ****

قولي كَيْفَ كانَ صَمْتُكِ مُدُنَ ياسَمينٍ

 وَصَبْرُكِ قَناديلَ مُضيئَةً

يا امْرَأَةً تَـمْنَحُ كَفَّها أُغْنِيَةً مُقْمِرَةً

لِلْعابِرينَ

لِلْحَزانى

لِكُلِّ الَّذينَ غادَروا عَلى عَرَباتِ الْوَجَعِ

 قولي كَيْفَ زُيِّنَتِ الْـمَدائِنُ؟

وَجُعِلَتِ الشَّوارِعُ الْـمُقْفِرَةُ مَـمْلَكَةً؟

 سَتَطيرُ إِلَيْكِ الْقَصائِدُ

 اَلْفِعْلُ وَالْفاعِلُ وَالْـمَفْعولُ

 و تشيعك الكمنجات .....

****

 

يا امْرَأَةً مَليئَةً بِالصَّبْرِ

 تُنادينَ بِكُلِّ الْأَسْماءِ

 الْغَريبَ الَّذي رَحَلَ

 وَالْـجَميلَ الَّذي مازالَ يَزْرَعُكِ قَرَنْفُلَةً

 غَرِّدي يا كُلَّ الطُّيورِ

 وَارْتَفِعي فـي كِتابٍ بِلا فَواصِلَ

 لَكِ ما تَشائينَ

 مِنْ شِعْرٍ

 مِنْ نَثْرٍ

 مِنْ قُبُلاتِ اللَّيْلِ

 وَمِنْ دَهْشَةِ الصُّبْحِ

 لَكِ نَجْمَةٌ فـي جَنوبِ الْبِلادِ

 وَرَعْشَةُ سَيْلٍ فـي أَصابِعِ الْـحَبيبِ

 هَيَّا يا امْرَأَةً لا تَقِفُ عِنْدَ نُقْطَةِ الْوَجَعِ

 عَلِّمي الرِّيحَ حِكْمَةَ  القلق.

في نصوص اليوم