نصوص أدبية

أصدقاء من وطن

وأنا أتمثّلهُ بصدقٍ وأتخيّلُهُ بحسرةٍ

وأرتدي أجملَ قمصاني كي أتألّمَ علي

مدينةٍ تملأُها رقّةً هي أنتَ

ومشاعر فتيات ٍ حفظْنَ الدرسَ في الطريق

إلي المدرسةِ دون أنْ يلتفتْنَ إليكَ

أيها الأسمر ُالمعذّبُ الجميلُ

هل حدّقتْ ابنتُكَ الآنَ في هذا المقطع ِ

وابتسمتْ بذكاءٍ؟

كم أنت قريبٌ الى تجربتي الناشئةِ القصيرة ِكمْ

ولا كأَنْ بيني وبينك طولُ أب

أنتَ زادُكَ اليتمُ الكثيفُ

وزادي أناَ أنْ يترفّقَ والدي بالكلام معكَ

وينتقي منهُ ما لمْ يكنْ ثقيلاً علي طفولةٍ يانعة

وأمسكُ قلبي وأطلقهُ عند انتهاء النهار

كي يتضاءلَ دون جرح

وتكتب ُحلما ًجميلا ًبخطٍّ مبهمٍ قلقٍ ...

وأرسمكَ نخلةً للهمِّ والبلوى بوضوح وردةٍ أنيقة

وكلانا يمضغ ُ مرثيةً باليةً للوطن

ونُغنّي شعْرَ عريان وزامل ومظفّر ..

دون أنْ نعي خطورةَ ما نغنّي

ونحنُ نخلطُ بين البوهيمي والمتمرّد والصعلوك

ونبيٍّ عاش وحيدا ً بين الناس

اطمئنّ ْ يا صديقي

أَنا الآن كما ينبغي

في غاية الفراغ والفراق

وفي أجمل أيّام الجمر إليك.

*************

محمد السيد جاسم

غيمة ليست عابرة

************

تدفّقْ جريئا أيها الوترُ

تلجلجَ في أحداقنا المطرُ

وخلّي شغافَ القلب تقطفنا

فنحن بُعَيْدَ القطف نزدهرُ

لماذا اذا ما ساقنا عطشٌ

وجدنا ضميرَ الماء يستترُ؟

تدفقْ وحرّضْ في الرماد لظى

عنيدا اذا ما العودُ ينكسرُ

ويا جمرَ شكّي كلما جدبتْ

تلألأ في أعماقك القمرُ

غرسنا الأماني في الرمال ندي

علي بهجة فاستلّها الشررُ

كثيفَ المنايا كان بائسُنا

فأخفي رحاها وهو يعتصرُ

ضحانا حيارى وانتظارُ غدٍ

ولكن غياري أينما حضروا

ظمانا توارثناه من عطشٍ

غزيرٍ حسينيّ ٍ ونعتذرُ

اذا ما سكتْنا عند فاتكةٍ

تجذّرَ في أنيابها الكدرُ

دمانا اذا ما باسَها حجرٌ

تألّق صبحاً ذلك الحجرُ .

**************

نضال أُمّ ُ أورادي

************

أيا بوحَ طين احتراقي

تفتّحْ بدمع اشتياقي

فهذا أوان انفلاقي

وهذي بذوري

وجدوى جذوري

تروّت هياما

ضراما

لخمسين عاما

فهل يزدهي عذب جمر النداء بطلع زهوري؟

لماذا يفيض الفرات بشمع اصطبار نذوري؟

ومَنْ مِنْ فراشات برد السكون ستبقي رتيبة

اذا ما غصوني

أماتت ظنوني

بهذي الحياة الحبيبة؟

وهذا الوداد النزيه

برغم المغنّي السفيه

لأني المساء النبيه

لخمسين مرّ الصباح مرارا

مرارا

وآهات وردي عذارى

أمثل الذي راح أشقي بهذا؟

لماذا؟

أيا نون هل تصبحين لحزن الغريب ملاذا؟

وهل يستطيع بكاءُ الغيوم انتحال َأسي الذكريات؟

وهل تجرأ الذكريات

بأن تمسح الأقحوان أذن من طريق الحفاة؟

تفور الأكاذيب تغلي فمن يزدريها من الانفلات؟

أذا ما عرفنا بأنّ الغزال استحال الي سلحفاة؟

أموت علي شرفة من تمنّي

لأمحو من الوهم أصداء وهني

أذا ما غزتني

فأحلام حزني

أفاقت زهورا

أبيحي عشيقة روحي حبورا

تدان الشقائق

دون الرفاه

تدان الحرائق

دون الشفاه

تدان الحدائق

عند المياه

تدان المحبة عند الجباه

تدان التوابيت بعد الحياة

تدان تدان

وما من مدان؟

ويبقي الزمان

وحيدا يفرّ الزمان

وأبقي وحيدا أحاول أنْ

أتَهجّي المكان.

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1419 الاحد 06/06/2010)

 

في نصوص اليوم