نصوص أدبية

فمُ الأحلام

إذا ما ضاعت البشرى

وماذا تحكي أحلامي

إذا ما ماتت

الذ كرى

فكأسي ظلّ

ضمآنا

وجفني بات وسنانا

فلا موتٌ

ولا سَكرة

 

هنا

بين انجذاب الرملِ

 للصخْراتْ

يضيعُ الماءْ

وتُطوى في المدى

أحزانُها الزرقاءْ

وتهفو كالرؤى

أنغامُها الحسناءْ

كأنّ القلبَ في سكرٍ

بلا نشوة

فيحسو من فم الأحلامِ

أشجانا

يريقُ رعدُها المرنان

أشواقا

بلا ماءٍ ولا شهوة

 

تعاليْ

يا إناثَ الموج

غطّيني

 بما يُغري

شراييني

تعالي نلعقُ الأحزانَ

كي نبكي

غزيرا لاعجَ الحسرة

فما للروح من بيتٍ

وما في القفر

 من صوتٍ

يناديني

 

ترى

 ما قالت لكِ الأرواحُ

عن جسمٍ رأى قبره

وما قالت لكِ الأجداثُ

لمّا ضاقت الحفرة

أمن طلقٍ شربنا

صرخةَ الميلاد

أم موتِ

 

كليني

يا ريام َالوجد

ليلي يشربُ الموجاتْ

وتنأى عن غدي

 الشهواتُ

بين الطين والمدرة

 

أتلك الشاهقاتُ الخضرُ

 في أرضِ اللهِ

أفيائي؟

أتلك الراعشاتُ البيضُ

في العلياءِ

أنوائي؟

بعيدا

جُرحيَ الوثابُ يهتزُّ

كغصنٍ مائسٍ ميالْ

بعيدا

موتي الصخابُ ينهدُّ

كغيمٍ مرعدٍ هطـّالْ

ستحتاز اللقى ليلا

إذا ما حطّت النجْماتُ

في أفيائها روحي

 

سأسري مثلَ مجنونٍ

كغيم أتعبتهُ الريحْ

إلى قاعٍ بلا قطرة

خذيني

إنّ طعمَ الموتِ

في كفي

كطعم اللهْ

إذا ما غامت الدنيا

وضاعَ الدربُ من

خطوي

 

دعيني

أطلقُ الأطيارَ في

قوسِ المدى

أغري

ارتداداتِ الأسى

من نبضهِ قلبي

إذا ما قـَدّ من دُبـْرٍ

غصيناً قد سقتهُ

زهرةُ الموجِ

فهل ماءٌ بلا قطرة

وهل ضوعٌ بلا زهرة

 

فطوبى

إن أرضِ الله

ثامرةً تنمّينا

وواسعةً توارينا

كأن الموتَ والميلادَ

داراتٌ

فما من قيدِها كسْرٌ

ينجّينا

فنوحي يا حماماتُ المدى

كي تسمعَ البيداءُ

مأساتي

 وآهاتي فناراتٌ

علتْ

من غير أضواءٍ

يناديها

فحيحُ الموج

بين المدّ والجزره

 

أبو ظبي/الثلاثاء

18/05/2010

                            

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1419 الاحد 06/06/2010)

 

 

في نصوص اليوم