نصوص أدبية

رسالة إلى محمود درويش

نعدك بأننا لن نملها ولن نملك

فقد ثقل حمل الكلمات عليك

وأثخنت المعاني جدران عزلتك

وكنت شاعرا زاهدا في الحب

فلم تهز أرضك خطى امرأة

تصيب ما تخلفه بالجفاف والقحط

وتروي بمائها شقوق وجهك العتيق

أذيال ثوبها الحريري تجر أسطورة

تنشرها بعد أن تنتهي من ديوانك الأخير

وقبل أن يصبح غير صالح للاستعمال

تأريخه يدل على نفاد الصلاحية

 

كان عليك ألّا تكتب الكثير من الشعر

فقد تكون عطّلت قلبك

أفرغته ... مسحت به الورق

أنت تفرغ ليمتلئ الورق

لم تدر بأن الحزن كان يصيبك باللعنة ويتوعدك

فهو لا يقبل أن يُرحّل من داخلك

مقامه الرفيع

لا يرضى بأقل من سيادة الأرواح والتسلط عليها

أما أنت فأرغمته وأنزلته على ورق

 

كان عليك أن تعيش ثم تكتب الشعر

وكان عليك أن تعشق قبل أن تكتب الشعر

ليكون عليها أن تُحرقك وتنثر رمادك

قبل أن تصبح الأخير

لم فعلت بنفسك كل هذا؟

كلماتك تحيلها إلى إبر صينية تنخر بها جسدك

وتظن أنها تشفيك

تنثر نفسك بيننا بعبثية الشاعر

وتظن أننا نحتويك

كثير هم من سمعوا بك

وقليل منهم من قرؤوك

وأقل من ذلك هم من أحسوك

نصفنا أميون

والنصف الآخر يتلذذ بفقدان المعرفة

فلم يفعل الشاعر بنفسه كل هذا؟

 

حسنا فعلت حين فرغت سريعا ورحلت

لكنت ُ الآن أقرأ في كتابك ... ما بعد الأخير

أنت ستزداد ألما

وأنا كلي خيبة أمل

 

في الحرب.. ليس هناك من منتصر

لكن هناك من هو أكثر خسارة

وفي الحياة .. هناك من هو أكثر بؤسا

أما الموت .. دائما هناك من هو سابق

وفي الحب .. لا يوجد عاشق مجنون بل هناك من هو أكثر توهما

أين أنت من كل هؤلاء؟

أنت شاعر فقط

 

 [email protected]

 

......................

* كاتبة مستقلة اقيم خارج العراق .. لست مراسلة ولا اعمل لصالح اية جهة صحفية

سأدون هذه المعلومة دائما ردا على بعض التساؤلات لتشابه اسمي مع اخريات .

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1420 الاثنين 07/06/2010)

 

 

 

في نصوص اليوم