نصوص أدبية
لغتي
فلقد حلمت الليلة الماضية بأني قد مِتّ
وهكذا أرقد بعيدا عن الأنظار في شق شديد الانحدار .
وقد استقرت في جنبي إطلاقة .
***
ويندفع تيار الجبل
وعبثا أنتظر المساعدة
فأرقد على تراب الأرض
لأتحول بنفسي ترابا على الفور .
***
فلا أحد يعلم بأنني مت هنا
ولا شيء يتراءى
إلا الصقور المحلقة في السماء
وظبية فتية خجلى أو ظبيتان .
***
ولن تأتي أمي أو زوجتي أو أصدقائي
أو أي نادب من قريتي
لكي يتأسوا على موتي المبكر
أو يذرفوا الدموع بحشد مهيب .
***
و لكن حالما تهيأت للموت
دون أن يراني أحد أو يرثيني
سمعت رجلين يمران على مقربة مني
وهما يتكلمان بلغتي الأم
***
وأرقد في الوادي العميق بعيدا عن الأنظار
ويستبد بي الشوق لكنهما بمرح
كانا يرويان مكائد شخص يدعى (حسن)
وخدائع شخص يسمى (علي) .
***
وعندما سمعت اللغة الأفارية
تدفقت قوتي من جديد
هذا هو العلاج الذي لا يعرفه الحكماء
والبلسم الذي لا يمتلكه الأطباء .
***
قد تعالج اللغات الأخرى الناس الآخرين
بطرقها الخاصة
ولكن إذا ماتت اللغة الأفارية غدا
فإنني أرجح الموت اليوم .
***
لا بأس إن استخدمت بصعوبة
لشؤون الدولة العليا
إنها اللغة التي اخترتها
فهي عظيمة بالنسبة لي
***
هل سيقرأ أحفادي
تراجم الشاعر الراحل محمود ؟ *
وهل أنا آخر من يكتب بالأفارية
ويفهمه الآخرون ؟
***
أحب هذه الحياة وأرمق هذا العالم الواسع كله
بنظرة عاشقة
لكنني أفرط في حب بلادي
تلك التي أمدحها بلغتي الأم .
***
أموت من أجل هذه الأرض الحرة الكادحة
التي تمتد شرقا وغربا
ولكنني أود أن يكون مثواي
في ثرى أفار .
***
وليتكلم باللغة الأفارية
كل الأقارب المجتمعين هناك
عن قريبهم الشاعر رسول
إبن أحد الشعراء ووريثه .
............................ الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1424 الجمعة 11/06/2010)