نصوص أدبية

ذكريات.. (Souvenir)

تنساب، لا تترك أثرا..

لا أحد يمحوك من روحي..

يا آخر حلم الحب الدفين.

 

أرى سرعة سنين حياتي..

تتراكم من خلفي..

كشجرة ترى من حولها..

سقوط أوراقها الذابلة.

 

ابيضت جبهتي بثقل الزمان..

دمي البارد يسيل ببطء..

كحركات موج متتالية..

بالغدران بفعل الرياح الباردة.

 

لكن صورتك الشابة المتلألئة..

بالحسرة عليك،  تحيى..

في صدري لا تشيخ..

كالروح لا عمر له.

 

أبدا لم تفارقي عيناي..

وإذا ما كفت عيني الوحيدة..

عن رؤيتك على البسيطة..

برهة أراك في السماوات.

 

هناك، تظهرين أبدا لي..

وأنت في آخر هذا اليوم..

تتجهين نحو  مقامك العلوي..

تطيرين إذ ذاك مع السحر.

 

جمالك الفتان الشجي..

في السماوات يتبعك..

وعينيك التي انطفأت فيها الحياة..

تحيطك أبدا بالخلود.

 

من النسيم يهب نفس عاشق..

يلاعب خصلات شعرك الطويل..

فوق نهديك متموج الأمواج..

ينهدل بضفائره السوداء..

 

ظل الشراع المجهول هذا..

يلطف مرة أخرى صورتك..

كالفجر الذي يريد الخلاص..

من آخر أشرعة الصباح.

 

من الشمس لهب سماوي..

يأتي مع الأيام ويروح..

لكن حبي لا ليل له..

يضيء باستمرار روحي.

 

أنت التي أسمعها، وأراها..

في الصحاري، في  الغمام..

والأمواج تعكس صورتك..

والنسيم يحمل لي صداك.

 

وبينما تنام الأرض..

 يهب الريح متنهدة..

معتقدا أني أسمع همسك..

يردد كلمات قدسية على مسمعي.

 

إذا ما تأملت هذه النيران المتناثرة..

تنشر فيها الليالي الشراع..

أحسب أني أراك في كل نجمة..

كثيرا ما تروق لناظري.

 

وإذا ما هب طيف النسيم..

يسكر بعطره الأزهار..

في عذوبة  أريجه الوسيم..

أستنشق نفسك الغامر.

 

فيداك تمسحان دموعي..

عندما أسير وحيدا حزينا..

مرددا في السر صلواتي..

قرب هياكل المؤاساة.

 

وعندما أنام تصهرين في الظل..

وتضعين أجنحتك فوقي..

كل أحلامي آتية منك..

في لطيفها كنظرة الظلال.

 

وإذا بيدك خلال سباتي..

تفك الحبكة من أيامي..

يا نصف إلهي روحي ..

سأستيقظ في حضنك.

 

كشعاعين من الفجر..

كتنهيدتين متحدتين..

روحنا لا تشكل إلا واحدة..

وأنا أتنهد باستمرار.

 

--------------------------------

للشاعر الفرنسي الكبير"ألفونس دو لامرتين "

ترجمة: للشاعر بنعيسى احسينات - المغرب

 

 

ملحوظة:

 يعتبر الشاعر الفرنسي أ. لامرتين أول من خصص مجلدا كاملا من موسوعته التاريخية حول تركيا (الدولة العثمانية) للنبي محمد (ص).

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1426 الاحد 13/06/2010)

 

 

في نصوص اليوم