نصوص أدبية

صهيل التمرد

جماجم الريح والغيوم العابسة تتهدل هاوية

انه الصقيع والزمهرير الاماكن ...!

 

أرى أشباحا يتمتمون بأ صوات صدئه

يحملون سيوفا

كل سيف عهد

 

ياس يخرج من كف الفضاء

أدخل فوهة الضوء

أرى في عنق الغزالة نارا

وفي أحشاء الارامل تنبع الوحشة

هوذا التاريخ

رؤؤس محطمه

والزمن بقايا جسد مفحم

 

 

ماذا أقول في البؤس الرابض كقامة الاشياء

الريح تسعل والطيور هزيلة كالايتام

راسي ملغما بالخوف

المقابر منفوخة بالاشلاء

 

صرير الحطب القائم

وهزهزة المواقد الزرقاء تئن في الزوايا

 

انه صهيل التمرد في فضاء الدم

النار الآكله

كفم يدوي ضد الكون

 

أرقعيني ايتها البازخه

أيتها ألاصابع الملتوية

 

غدا ساهجر الثلوج الحارقة والرياح الملتوية غيظا

والحفر المليئة باالنساء والاطفال والاساور

غارسا عيني في القرى المقلوعة

وينابيع الماء المحطمة على الشفاه

سارحل وفي دمي يولد جلادا

يمتطيء العروق سابحا من شريان لآخر

وأطفال يستنشقون الغاز

وضاحية تتلوى وصراخه الذائب في الاعماق

وفي الاقاليم الغائمه

حيث التماسيح وأشباهه

يفرغون شهواتهم في التربة

والحرية تزعق في الازقات

والشوارع القديمه مرطدما بالانقاض والجدران

أتهيب كنسر من الرصاص لاقضم التوابيت

وانهش العمائم المنقوعة باالدماء

 

ياغبار الكلمة

هل تسمع  رعيد العصور وسقسقتها ألاليمة

أقف منتصبا

بين حراشيف الموتى واضلعهم الخاويه

وأخلط وجهي في الضجيج

سابحا في نهر من اللعب والانكسار

 

أنا جمرة الصراخ الدائم

والثالوث الساقط على الاوشام

أنا انشودة الاثداء الملتويه

وصليل ألاظافر النابشة على المآقي

أمتص رحيق الالم الماثل

ألم ما محفوفا بالعضلات تنهشني ...!

 

أرحل بكل آفاقي لاتنعم بحرية التنفس

قائما بجبهتي كخرطوم الفيل ..!

سأرحل تحت المصابيح الغافية منذعقود

وأسلاكها الناشفه كوجوهنا

وأصابعي تمتد حولي كحبال السفن المشرعة

ترسو بحيزوفها وحراشيفها

وكىبتي تنتفخ

 

أرحل باحثا عن كرامتي المفقوده

أمام آلهة الكبريت والاقدام المفلطحه

وسراويل نسائنا المهلهلة كاالاعلام الممزقه

أمام العمائم النافره واللحايه المسربله

 

راحلا من وطن يرقد بتلابيبه

خلف أسيجة الذل والهوان

وحقلا شاسعا من الاعضاء التناسلسة المتشابكة ببعضها

 

أيها الجلاد المهيب

ايها الرخيم كاالطاووس

أقشط مؤخرتي اجلدني

أقلع عيناي واسلخ كرامتي الموحله

علك تكرمني برغيف

لامسح بها أهداب الجياع والحالمين بالحرية

(من هنا تهب رياح الكذب) ..!

سآكلها لوحدي

 

أيها الحارس المطهم...

أرفع صوتك عاليا وأجلدني

علني أستفيق...!

 

 

جمال جاف

 

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1427 الاثنين 14/06/2010)

 

في نصوص اليوم