نصوص أدبية
يا طاهر الأردان
تعْـيـا حـروفي وهْـيَ بـعـدُ فــتـيَّـة ٌ
فـيـسيـرُ بيْ نحو السكوت ِ جَـوابُ
كَبَت ِ الجفون ُ على نوافـذِ مُـقـلتي
وتـعـثّـرتْ بـدمـوعِـهــا الأهــدابُ
ومشى على المرسى لهيبُ فجيعتي
فــإذا رمـادي خــيـمــة ٌ وثــيـــابُ
حدّقتُ : لا صحبي بحضن سفينتي
قربي .. ومـا لـيَ نحوهـم أسـبـابُ
سكبَتْ نواعيرُ العـذاب ِ طفولـتي
أيعودُ ليْ بعـد المـشيـب ِ شـبابُ ؟
عاتـبـتُ أحداقي .. وحين نهَـرْتُهـا
وامْـتـدَّ بـيـني والـعــراقِ عِـتــابُ
قالتْ : أردتُ الطيـنَ ينـفضُ ماءَهُ
لا عُجْبَ : حَنَّ إلى التراب ِ ترابُ
**
يـاطاهـرَ الأردان ِ يكـفـي أنـنــا
حَـطَـبٌ وأنَّ الـنـائـبـات ِ ثــقــابُ
الـموتُ حطّابُ الحـياة ِ .. وإنـمـا
سـتـقـومُ بعـد حصادِها الأحطابُ
أنـا مارثـيتُـك ياصديـقي .. إنـمـا
يـبـكي عـلى قـيـثـارهِ " زريـابُ "
فـكأنّ قـلـبـكَ لـلجمـيـع ِ حـديـقـة ٌ
وكـأنَّ وجهَــكَ لـلـمَـحـبّـة ِ بــابُ
ياطاهـرَ الأردان ِ تـبـقى بـيـنـنـا
مــا شـعَّ فـينـا لـلوفـاء ِ شِـهــابُ
كمْ حاضر ٍ فـيـنا ومـا لـوقـوفِـه ِ
ظـلٌّ .. ولا لغـصونِـه ِ أطـيـابُ
أو راحل ٍ عـنّـا .. لـه مـابـينـنـا
دفءٌ وفـوق دروبـنــا أعـنـابُ
أطنبتُ في حزني على باب الهوى
إنّ الهـوى من طبعِـه ِ الإطـنابُ
الجمرُ في كأسي وفي صحن ِ المنى
رملٌ وما بـيـن الضلـوع ِ حِـرابُ
شطّتْ بنا الدنيا .. عسى من بعدها
يخـضرُّ ـ في دار الخـلـود ِ ـ ثـوابُ
يـنبـوعُـنا الصّـافي وراء حَـياتـنـا
ولـنـا عِــقـابٌ بعـدهـا .. وحِـسـابُ
عجباً عـلى الـدنيا .. فـكلُّ نفـيسـة ٍ
ولهـا ـ وإنْ طال الزمانُ ـ خـرابُ
غلبَ القضاءُ صروحَـنا فـتناثرتْ
وتعـدَّدتْ لـِخـرابــهــا الأســبـابُ
يا طـاهرَ الأردان ِ آية ُ ضـعـفِـنـا
أنَّ الـمُـهَـيْـمِــن َ وحـدهُ الـغــلّابُ
نبكي على الـدنـيـا ونعـلـمُ أنهــا
نهـرٌ .. ولكـنّ الـمـياه َ سَــرابُ
أنا مارثيتُـك َ بلْ رثـيـتُ بـشاشة ً
ثكلتْ فعزَّ على الغريب ِ مصابُ
أصبو .. ولكنّ الطريـقَ طويلة ٌ
والـزادُ قحط ٌ والأحِـبّـة ُ غابـوا
في كـلِّ يـوم ٍ أُسْـتَبى بـِمُـوَدَّع ٍ
فإذا بـبُـسـتانيِ الوريق ِ يَـبـابُ
أبـكـيـه ِ ؟ أمْ أبكي عليَّ ؟ فإنني
شُـيِّعـتُ قبلَ الموتِ يا أصحابُ
حظّي من العشق ِ التغرّبُ واللظى
عاتـبـتُ حظي لـو يـفـيـدُ عِـتابُ !
ياطاهـرَ الأردان ِ لـسـتُ بنادب ٍ
أعـطاكَ ... ثـمَّ أرادَكَ الـوهّـابُ
لكـنّـمـا طبعُ الـمُـحـِبِّ بُـكــاؤهُ
وجدا ً .. وطبعُ الغيمة ِ التِّسكابُ
............................ الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1429 الاربعاء 16/06/2010)