نصوص أدبية

عبّأت كؤوسا موشَّعة دهاقا

فأين الجلاّس الحيارى

!هيّا نغبق ...

!هيّا نعبق ...

!هيّا نشرق ...

لئن ضيّعنا هذه اللّحظة

سيكون الغرق ...؟

فاَنسكب الرّجع

وجعا بحلكة الفراق

!... غادروا لأدغال الغيوم ...

– هيّا  يا الرّيح ...

هيّا يا أخت الرّوح ...

أبرقي بالنّداء...

عساها تهمي بالمغرّبين

ثلجا أو برَدا ...

أو حبَبا ...

أو حنينا ..

الواحات تنتظر مشروخة

كوجه بلّورة الغيب

القناديل تحتضر

تخثّر زيت اللّيالي

في ذؤابتها

– من ينكي ... مشنّفا ...؟

من ينوح ... ؟

على شيبة الكوكب

!القديم ...؟

***

صهباء... سمراء ...

صنوان

فقاقيع للهوى

للجوى للغبش...؟

توزّع هباءات هيام

ذرّاتا منشطرة...

تنتظر اَنقداحا

يفجّرها في رحم الأزهار

يحتسيها الظّمأى

بعشق ... الشبق

المستحيل المتنطّع

– أيا الرّيح المصدورة

أين ذاك المتوجّع ...؟

هاتيه ...نتجمّع ...

بل خذيه ...

واَسكبي دما

...أحمر ... أبيض ...

 سقيا لجذوره المحنّطة

حين ذبول القمح

في وهدانه المفلوعة

قبل قحط الأفق

ما زالت تلك البراري

متعطّشة للسّمر

والمعول ...

لهجعة التّلوّع...

ورطوبة مناخ

غزوة الدّفق

ورقرقة المجاري

***

آنئذ نعبق ...

نغبق من أكواب ...

عصارة الشّمس

ومصل النّجمات

...  فنشرق ... ونشبق

ونعرق

نرتمي في أحضان اللّجّ

نسبح للأبد

فنكتشف أنّ لكلّ شيء

عمق آخر ... ؟؟

ماهية أخرى ...؟؟

ستيرة أخرى ... ؟؟

لها مغاليق أخرى ...؟؟

وأخيرا نقف

على ناصية البعد الآخر...

فلا نستطيع العودة

فنبكي وننوح ...

............

!–  آه ... كم كنّا أغبياء ...

!–  آه ... كم كنّا أغبياء ...

............

خواء مزجّج

رضعناه حدّ الثّمالة

في تجاويف القواقع

فلا لغة رجرجتنا

و لا حلم دغدغنا

فاَقتبسنا ...

لا حياة أغرت

!فحولتنا الخصيّة ...؟

!أنوثتنا العاقر ...؟

***

هل يخصب القمح بلا مطر ...؟

أتثمر حبّة ... مائة حبّة ...؟

هل يخصب القمح بلا مطر ...؟

***

أيدفق النّهر

ولا زخّات صيرورة ...؟

أينير البدر

ولا شمس كينونة ...؟

أتزهر الصّباحات ....

ولا  نفحة وجود ...؟

أيخفق قلب...

ولا توهّج عشق ...؟

أنحلم ...

ولا شراعات اِستشراف ... ؟

ولا هديل حمام ...

ولا تحويم ...؟؟

– صه ... صه ...

!أيّها الشّاعر...

سنضع الشّمس فوق رأسك

تاجا

والقمر على صدرك

واسطة

والنّجوم في جيدك

عقدا

.....

!آآآآآه ... يا لحنيني لديار الشّمس ...؟؟