نصوص أدبية
بغداد...كأس النشوة / ذياب شاهين
"بغداد تحترق ....
...."
* * *
إيهٍ بغداد
كم ؟؟
يؤرقني
استسلامك
لقبائل الشيطان
ولهاثـك
لاعتناق ِ سرّ ُ الرواقيين
آه ٍ
كيف الأخطاء تثقلك
وخاصرتك
تثخنها سكاكين الوثنيين
عجبا ً
أتـنفين الله ؟!!
وتعودين
مثل غـوْلة ٍ منتقمة ٍ
ملتهمة ً
حضارتك المعشبة
وفي يدك
سكين ورمانة يدوية
متخبطة ً أراك
ومرهفة ً
في أحضان
حيوانية ٍ شرسة
* * * *
بغداد
أين نوافير الشعر؟
الملتهبة
في ساحاتك الفساح
كيف؟
افترست منابر الخرافة
أحلامك الطفولية
ما لصلواتك
تستصرخ السماء
كي تهطل دما ً
ثم ّ
أية سخرية هذه
التي تقيئها شوارعك
الظامئة
بل
أي حزن فوضوي
هذا الذي تؤرخين له
يا للمرارة
ما لون الرحمة
التي سيهرقها عليك
طبيب ٌ
في مستشفى ً خاص
وأية جمهورية هزلية
ما تنعمين بها
في عصر المفرقعات
فضلا ً عمّا
تمتقع به أحلام
المهرجين الدموية
في دول وفيدراليات
مضحكة
دعيني
يا سيدة الحكمة
أرفل ُ
باستنكاري الماجن
حيث أبصر ُ
لحى ً كاريكاتورية
بدلات ٍ متأمركة
دشاديش مستعربة
صايات مستعجمة
عاجزة ً عن قياس
جمالها الفادح
* * *
حقا ً
كوابيس ساحقة
تلك
التي يجرجروك فيها
لمخادع المتعة
حيث
الألم والندم
طائران ينقران
قلبي صبح مساء
دعيني
أقبل ّ ساقيك المتهالكتين
حيث الشطار يرقـنون
فحولتهم
لدى أقرب "ملـّة "
انتظارا ً لساعة متعة ٍ
من فرجك المتقرّح
أنى لهم ؟!
قراءة القرف المرتسم
على وجهك الحزين
وهم مستمتعون
بنتانة أرواحهم
حيث لا فرق لديهم
بين أحمدنا القرشيّ
والآخر الشاميّ
بهتان ٌ ربهم
ثم ّ
بهتان
لهداة ٍ ومنقذين
تحت أسمائهم
قطعوا
نهديك اللازورديين
نعم
إن احتقارك لهم
سيضحى انتقاما أبديا ً
إلا ّ أنهم
وبجرأة ٍباردة ٍ
للنوم يذهبون
هم
يزدرون غناء البلبل
وبمؤخراتهم الطائفية
يهشون
لميكروفونات التلفزة
صعاليك
أضحوا وزراء
لكنهم لم ينسوا
مهنة السرقة
وبعبارات طنانة
يسمعوننا
جملا ً طرزا نية مضحكة
أرابيسك وموزائيك
قلوب تقيس الحزن
بالبطاريات الكهربائية
سقوفهم كاذبة
يؤد لجون سذاجتهم
في اختبار ذكائنا
لا يحسنون
سوى مهنة السخرة
لدى الآخرين
أيان تختفي ؟
تلك النورانية
الملطخة بالدماء
عن وجه لا يجيد
سوى لعبة أن يكون
قاتلا ً
بامتياز اليوم
أو يكون ضحية ً غدا ً
إما
الدموع والتأوهات والعويل
فهي مواضيع محكمة
لابتزاز
اللطم والنواح
* * *
بغداد
هم يمارسون اللعب
يخيطون بكارتك
ومن ثم يثقبوها
ليستحضروا تراجيديا
"فقدان الشرف "
آه ٍ
يا عروستي المتعبة
سأظل أعدو باحثا ً
عن عينيك الساهدتين
في إنوثة القباب
وسأجمع
دمعات القمر وهي
تلطخ شيزوفرينيا المنارات
أبدا ً
الوردي ّ ُبهاؤك
لن تفقديه
أما حلول الشياطين
في جسدك المقدس
فسيطردها
قرينك الحامي
والملكان الحارسان
عندها
ستشرق نشوتي الكبرى
ممتشقا ًسيف العودة
مع الحشود المهاجرة
كي أقبل
عينيك الحزينتين
طاردا ً
سلالات النمل القاتل
من على محجريك
الذهبيين
أبو ظبي/ السبت
21.10.06
............................
الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1438 الجمعة 25/06/2010)