نصوص أدبية

تشكيل أول / ستار موزان

 

التلُ البُني يمدُ روحَهُ نحو أفقٍ فضي

ونعومة الشجر المبلل بدمع  الحبيبة

أكثرُ علواً من مرتفعات وذرنغ

وكاتدرائية النهر اليتيم ،

يخضرُ الوقتُ …

فيبردُ الهواء المحملُ بفرحكِ ،

يصفَرُ الورقُ السري …

ويحّمرُ وجهُ  الليلِ  والريحُ تُسرعُ 

فيما أنا أمرُ بالحافلة .....

متأملاً هطولَ المطر الذي راح

يشكلُ وجهَكِ في ليلٍ أزرق .

يصفرُ الورقُ اليابسُ على درب الحبيبة

ويحمرُّ الغصنُ العاري من فرط العشق الفارط

ويبيّضُ العصفورُ الراحل قليلاً

وأنا أنمو تحت ورق التوت محتملاً

لشدة الشوق المنكسر فوق ظلي ،

يصفرُ الورقُ الاحتمالي ويبدو حلماً أصفر

ما خبأ الوجدُ في اللون الُبني

إلا سعفَ وقتٍ ونشيجَ وردة !!

يحلمُ التاجُ القديمُ بغصنِكِ الغض

يئنُ السطحُ الناري  لكثرة كلماتكِ المرة ،

كلماتُك التي تشبهُ الحديدَ السائل ،

يحلمُ التاج بك ويحلمُ بنبعك

وأنا أحلمُ بتاجٍ يحملني إلى غصنِ نار 

ذلك لأني غالباُ ما أفكر بالريح المسرعة

تُسرعُ …

وأنا أتأمل تشكيلكِ الموجي شمالَ النهر القديم .

  الغسيلُ على حبل النهار

الريحُ تلعب  بغسيل الأيام

وأنا العبُ بشعرك المنسرحِ فوق بياض البهجة ،

كنتُ هناك اقلبُ صورَ التلال المندسة

تحت  عمر الخريف الضائع ،

ألان احبك أكثر ،

الثقوب السوداء  تمتص العدم في لحظة غضب

الكترونات الخريف لم تعد تعرف دربك وسركِ الخريفي

شحنات العمر ولتْ وجاء فوتون الجنوب والورق الأصفر

يحمّرُ في فصل اليباس

وأنا أمر من خلف الباب  حالماً بفصل جديد

  وغالباً ما أفكر بالريح وهي تمر بشعرك

وشِعركِ وضحكتك التي تمنحني أكثر من مرتفعات

وكاتدرائية النهر وقداسهِ الغريب ،

النهرُ القديم  القوي الذي خلّفَ وراءَهُ  مطراً جديداً .

خريف أخر

إنهُ درب عاشق

لمْ تعد النار  تلهبُ القلبَ  فينزوي

لمْ تعد الريح تصفرُ فينطوي القلبُ

إنهُ درب مارق

لمْ يعد التلُ ينحني فوق السهل

فتصهلُ الفرس في مرآة غارق

إنهُ خريف أخر وزمن أصفر

وبريق عابر، إنهُ درب عاشق

لماذا يخضرُ الوقتُ وأنا أمرُ من خلف النخلة

متوجساً لهيب العشق الأخضر

بينما العاشقة تدور حول الحزن الأصفر  قائلة :

إنه ربيع  ميت

إنهُ ليل من غير كلام

إنهُ ربيع أسود  مثلما  لوح بيده البيضاء 

في فصله الجحيمي …

  آرثور رامبو والحبشيات .

لماذا يخضرُ الوقتُ في الزمن الأصفر

ويأتي  ويمضي الخريف وأنا ألوح بيدي الصفراء ؟

كان خريفا  ما كان فصلا

لماذا يَنحَلُ الوقتُ

ويتفسخُ المكان

لماذا  تزحفُ البكتريا على زجاج القلب

وينفكُ الحسُ عن ماء الشريان ؟

أيُّها المنحل في مر العسل

أيُّها المنبوذ في مرآة الأنثى

أيُّها المخبوء في بيان الأعمى

أيُّها العاشق

كانَ خريفاً وما كان فصلا.

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1443 الاربعاء 30/06/2010)

 

 

 

في نصوص اليوم