نصوص أدبية

الشعر الفضي / حامد خضير الشمري

قد كلل راسك

فلن تكون من القاعدين في البيت

لقد سرت عبر منحدرات (متاتسماندا) النائية

وأبصرت عيناك مرتفعات (كوبت داك)

****

 

وسيروي الناس هنا

حتى بعد خمس وعشرين سنة

كيف وقفت جنب مياه (كورجن)

ورأيت (جيحون) السريع المتدفق

****

 

وعندما زرت شخصيا

مدارس أطفال الفلاحين

المشيدة حديثا

ورأيت  مقاطعات البارثيين القدامى

****

 

وعندما سمعت وأنت بعيد عن وطننا

تاريخ بلدي

وأصغيت للأشعار الخالدة

لشاعرنا الشهير (مختوكولي)

****

 

وعندما نظرت في ضوء الظهيرة الباهر      

الذي يسفع الأرض بحرارته

من (كوشكا) وكأنك تحدق من نافذة

ورأيت الشرق وقد ترامى عند قدميك

****

 

وجعلتنا نرى من جديد

في الصحراء الجديبة الحالمة

نقوش سجادنا الشرقي

ومغزى تأريخنا

****

 

وبعد ربع قرن

ركبت مسافرا عنيدا

من (كازبك)

إلى الهملايا

ومن موسكو

إلى بورسعيد

****

 

أجل لقد تركت خلفك بعيدا

 دوي جبهة القتال

والحصار القاسي

ومعركة برلين الرهيبة

****

 

ياله من حوار عذب

لاقعقعة الحرب الفظة التي لاتنتهي

وكل شعرة رمادية على رأسك

هي ذكرى للعديد من اللقاءات والأصدقاء

****

 

ألا تعود مرة أخرى

 لتزور قمم (كوبت داك)

ومع أنك غض الروح

وسنحييك وكأنك أكبرنا

****

 

وسيغدو حقيقة

ما كان ذات يوم إشاعة

وماكان  حلما

وستتدفق مياه الساقية الباردة

وستخترق رافعات (نبت داك)

زرقة السماء

وحيث ترامت الصحراء الغافية

(كارا-  كم) بصمت

فأن خط السكة الحديد يعج بالحركة الآن

وتنبض مضخات النفط ليلا ونهارا

****

 

سمعت بكل الاحتفالات

وأنت الآن في الستين من عمرك

أنت سفير العالم

وجندي ومتسلق جبال

وشاعر مبجل

لاتزال شابا

ومع ذلك فأنت حكيم لكنني واثق

أن قناعتي

من القلب وليس تملقا

بأنك لن تبقى في بيتك

حتى من اجل الاحتفاء بك

ولهذا يسعدني أن أرفع النخب

 في هذه المناسبة العظيمة

وأقول فخورا

لأولئك الذين استحال شعرهم فضيا:

ليس من الأمان أن تمكثوا في البيوت

ولكن... في الطريق

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1444 الخميس 01/07/2010)

 

في نصوص اليوم