نصوص أدبية

ريب الضباب / عبد الفتاح المطلبي

على بركة من صديد الألم

وهذا العراق يُراق علىالرمل

كماءٍ سفيح و ليل و هم

شفاه يسيل عليها الندم

ولا شيء غير وباءٍ عرم

وإذ طاح بدر الليالي صريعا

و سال من الورد دمع و دم

و عرس في الدهر ريب الضباب

و زهوك بغداد قيل انثلم

و قلبي مشاغله تستغيث

و قد غيب الهم أذنا و فم

و جفت أراضي التواريخ ذعرا

فأزرى الرياء بزهر الكلم

تصاعد في الأفق غيم الحقيقة

و غاض الوجود ببحر العدم

و إذ كل وجه صبي صبوح

تعاوره الأزرق المغتلم

فمات الحمام و بُحً الهديل

و ما انتحر الفجر لما علم

فهل يستبد هوانا  ازدهارا

و شلو الحقيقة فوق الوضم

تجمع أشباهنا كالخراف

و كالبوم كالفأر بل كالرخم

و أطلقت طرفي كطير الحمام

لعلي أرى سيدا في الخدم

فيرتد طرفي كسير الجناح

قوادمه و الخوافي ندم

كأن ظلام الحواضر و الوهم

عبر شسوع البوادي يُلَم

و إذ كل ما قد بني يستطير

و إذ كل صرح علي هُدم

و أذ كل من جمحت فيه نفس

توارى وقد طوقته اللجم

فعزَ على العرس أن تجتلي

و فر العروسُ ولم يغتلم

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1450 الاربعاء 07/07/2010)

 

 

 

في نصوص اليوم