نصوص أدبية

لست شاعرا .. (رثاء نصوص ذاويه) / هاشم عبود الموسوي

ألقي بها للريح

عـلـّي في صمتٍ أنامْ

و أستريحْ

 

متوضئاً ..

في ماء زهرِ الياسمين

متيمماً ..

بالتربة السمراءِ

 في وطني الحزينْ

سحبي التي أسقيتها ..

دمعا سخينْ .

بمدادها ..

خربشت أبياتاً من الشعرِ .

تجاوز أفقها  وهم الخيالْ.

وأنا اليوم  كسيراً وحسيراً  ..

عند محراب الجمالْ

أجثو لديه

 

وأقر معترفا بكل بصيرتي

 و بأنني ..

ما كنت شاعرْ

رغم أني ..

تدمع العينين مني ..

عندما تأتي بشائرْ

وأحب الشفق الأحمرَ ..

والفجر ..

وأحلام الزهور الغافيه ْ.

عندما تستيقظ الدنيا  ..

على صوت منائرْ..

وعلى صوت

نواقيس الكنائسْ

و على ٌقبـّرةٍ ..

تبكي مساءاً

برثاء لمغادرْ

وأنا أحمل شوقي

 وسْط صدري

مثل عصفور مهاجرْ

أجزم اليوم بأني ..

لست شاعرْ

شاعرٌ من يكشف العالم عاري

دون حٌجبٍ أو ستائرْ

لم يعد يقنعني

سٌخفَ طقوسي

 الباليهْ

لم تعد تنفعنيْ

كّـَّل كتاباتي العقيمهْ

ليس في الدنيا فصولا أربعهْ

هو فصل .. بعد فصلٍ

بعد فصل ..  .. وفصول آتياتْ

ليس في الأرض جهات أربعهْ

كيفما أنظرها تنظرني

حائرا في عدها

كنت مهوَسا بحبي

 وعفيفا وعنيفا

مثل إنسان بدائيْ

غجريا في غنائيْ

وأتى اليوم الذي ..

أضحكني حد البكاءِ

انا من

أكتب في شعري رثائي ؟

فمتى أصحو من الحلمِ ..

و ترويض الخواطرْ

آه للساذج مثلي

لا يمل الإنتظارْ

...

لا يمل الإنتظارْ

...

 

انا ياربي

أجدتُ اللعب بالألفاظِ..

حد الإحتظارْ

وأنا اليومَ

وقد جاوزت شأوَ..

العابرات من السنينْ

في خريفِ العمر

أدمتني الحقيقهْ

لطمتني ..

مزقتني ..

قًلـَعتْ أحلامي الخضراءْ ..

من صلب الجذورْ

أنا في دوامة الأيام

ما زلت أدورْ

وانتهى كل طموحي

شاعرٌ من يكشف العالم عاري

دون حُجبٍ أو ستائرْ

لم أعد أقدر..

يوما أن أغامرْ

لم أعد أكتب أبياتا ..

من النثر أو الشعر المهاترْ

قاطعا كفي ..

إذا دونت حرفاً

عن سعاد و رباب و هناءْ

 

قانعا في نعش أشعاري

سأحمله لوحدي

فوق كتفي

 

لزفاف المقبرهْ

وعلى شاهدة القبرِ..

إذا يوما مررتم

تقرأون

بحروف جائرهْ

أنني ..

لست بشاعرْ .

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1454 الاحد 11/07/2010)

 

 

في نصوص اليوم