نصوص أدبية

كرةٌ ومرمى... / ذياب شاهين

منسأةٌ من نار

آهٍ

كم هي مفزعة

لحظات

تسجيل الأهداف

ومريعة

حركات المدربين

... ... ...

... ... ...

المدرّجاتُ

تعانق الهتاف

الأكفّ

لعناتٌ تطارد

اللاعبين

 وصلوات

 تحرس الوطن

 

المرمى معبدٌ

يحرسه

راهبٌ أعزل

إنه

شرفةٌ مغلّقةٌ

أمام

حوافر الغزاة

و...

ضاحيةٌ مشرعة

لعدسات

المصورين

وأقلام الصحافيين

 

الوطنُ

ساريةٌ حسناء

ترفرف

على رؤوس

المهاجمين

وفتوّة المدافعين

وعبقرية

المدير الفنّي

 

من؟؟

اختزل الوطن

في صورة

الفريق!!

 

وكيف؟؟

أصبح الحكم

ميزانا

عدته

الصافرة!

 

المعلِّقُ

مثل مهرّجٍ

يوزعُ حشرجاته

على

دربكة اللاعبين

 

ياه

ما أكثرُ

الإعلانات

وهي تزركش

قمصان اللاعبين

وسراويلهم

 

 ياللجنون!!

الصخبُ

يواقع المدرجات

ولا..

وقت للأقمار

 وهي..

تهرول لاهثةً

لنقل الصورة

إلى البيوت

وكم؟؟

 سيكون مريعا

أن تعرقلَ

سيرها الأعطالُ

غير المتوقعة

 

البطلُ

يحسو الصرخات

ويقطفُ المجد

حينما

يُدخل الكرةَ

في جوف المرمى

 

الكرةُ

غانيةٌ حسناء

متوحشةٌ ومتمردةٌ

كالجنةِ والنار

ضحكةُ أفعى

و...

قنديل فرح

مضحكة كبهلوان

ومبكية

كالمأساة

رافعةٌ خافضةٌ

تستبدل عشّاقها

في

كلِّ لحظةٍ

وما أوحش

صدودِها

 

إمرأةٌ مغناج

 الكرةُ

تحت طغيان

دلالها

يفيضُ العنفُ

وتستعيدُ الفحولةُ

خصوبتها

 

الجمهور

يقطفُ

كبرياءه من

تحت عينيها

الوثيرتين

 

قديسةٌ وزانية

محرابها المرمى

 

يتها الجموع

الهائجة

مزركشة هتافاتك

باللعنات والصلوات

فلتسكبي الدموعَ

ولتلطمي

على الصدورِ

العاريات

عندما تذوّقين

لسعة الكرة

فهي

زرقاء قاتلة

كلسعةِ أفعى

بيضاءُ محييةٌ

كعشبة الأبدية

 

يتها الجموعُ

إرفعي الرؤوسَ

اخفضيها

الكرةُ على

الأبواب

وحطام الصدور

يصطلي

بدقائقَ المبارة

التسعين

 

مجداً

لكِ أيّتها المدرجات

وطوبى لكِ

يتها

الكرةُ الأحد

المتعالية

 

 20.06.2004

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1454 الاحد 11/07/2010)

 

 

 

في نصوص اليوم