نصوص أدبية

عندما كنت أسير ذات مساء / حامد خضير الشمري

كانت الحشود على الرصيف

حقول قمح الحصاد .

***

 

وبمحاذاة النهر المفعم

سمعت عاشقا يغني

تحت قنطرة سكة القطار :

الحب لا ينتهي

***

 

سأحبك ، حبيبتي ، سأحبك

حتى تلتقي الصين وأفريقيا

ويقفز النهر فوق الجبل

ويغني السلمون في الشارع .

***

 

سأحبك حتى يُطوى البحر

ويُعلق كي يجف

وحتى تدور الكواكب السبعة

وتطلق صيحاتها كطيور الإوز حول السماء .

***

 

ستعدو الأعوام كالأرانب

لأنني أحمل في ذراعيّ

زهرة العصور

والحب الأول للعالم .

***

 

لكن الساعات في المدينة

بدأت تئز وترنّ :

" لا تترك الزمن يخدعك

فليس بوسعك أن تخدع الزمن . "

***

 

وفي ملاجئ الكابوس

حيث العدالة عارية

يرنو الزمن من الظل

ويسعل حين تهمّ بالتقبيل .

***

 

وفي الصداع والقلق

تنسرب الحياة بغموض

وسيكون للزمن هواه

اليوم أو غدا .

***

 

وإلى الوديان الخضراء

يتساقط الثلج المرعب

ويفضّ الزمن الرقصات المحبوكة

وقوس الغواص المتألق .

***

 

فاغمر يديك في الماء

اغمرهما حتى الرسغ

وانظر ... انظر في الحوض

وتساءل ماذا أضعت .

***

 

يقرع نهر الجليد في الخزانة

وتتنهد الصحراء في الفراش

وتفتح القعقعة في قدح الشاي

ممرا إلى أرض الأموات .

***

 

حيث يغامر الشحاذون بالأوراق النقدية

ويغني العملاق لـ " جاك "

والطفل الأبيض كالليلك هو الزاعق

وتنزل " جل " على ظهرها .

***

 

انظر، انظر في المرآة

وانظر في  أساك

تبقى الحياة ممتعة

حتى وإن لم تغتبط .

***

 

وقف ... قف عند الشباك

عندما تتضرم الدموع وتنهمر

وستحب جارك الملتوي

بقلبك الملتوي أيضا .

***

 

إنها لساعة متأخرة ... متأخرة في المساء

لقد رحل العاشقون

 وكفـّت الساعات عن الرنين

وانساب النهر العميق بعيدا .

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1455 الاثنين 12/07/2010)

 

 

في نصوص اليوم