نصوص أدبية

تضامُناً مَعَ الخَوفِ / فضل خلف جبر

لنخرجْ، مَرّةً وإلى الأبدِ

لقدْ تَمَسكَنّا حَدَّ أنْ طَعِمَ السمكُ من لحومِنا

وحَدَّ أنْ سامَتْنا أسرابُ النَملِ سُوءَ العَذابِ

لِنَخرجْ من قبوِ المَسكَنَةِ

ليسَ للتنديدِ بالجُبنِ الذي يُطَوِّقُ الآفاقَ

بَلْ تَضامُنَاً مَعَ الخَوفِ الذي لا نَعرِفُ وطناً سِواهُ

***

 

هذِهِ أرواحُنا تُنحَرُ كلَّ يَومٍ

على جُسورِ المَسكَنَةِ وطرُقاتِها

إنَّهم يستهدفونَ خوفَنا البريءَ

خوفنا الذي آويناهُ وآخيناهُ

ومَنحناهُ أسماءَنا وشَهَقاتِ قلوبِ أُمّهاتِنا

***

 

كفى!

لم يَعُدْ لدينا ما يكفي من الخوفِ

لشراءِ الشَعيرِ والزيرقون

لم نَعُدْ خائفينَ كما ينبغي

لإصطحابِ أطفالِنا للمدارسِ

وأمُّهاتِنا لأطباءِ القَلبِ

وعواطِفنا لملاجئ الأيتامِ ودورِِ العَجَزَةِ

***

 

سَرقوا خوفَنا نَهاراَ جَهاراً

وتاجروا بأحلامِنِا النقيةِ

في أسواقِ النَخاسَةِ والغرفِ المُغلَقةِ

لم يَعُدْ لدينا ما نخافُ عليهِ أو من أجلهِ

سَرقوا كلَّ شَيءٍ

في وضحِ النَهارِ

وأمامَ أعينِ العالَمِ

ولم يسَلمْ منهم شعيرٌ ولا الزيرقون

***

 

فلماذا علينا أنْ نُحابي اللصوصَ!

لماذا لا نُسميهم بأسمائِهم؟

ونشيرُ بأصابعِ الإتّهامِ الى من سرقَ الشعيرَ والزيرقون

وكيفَ يمكنُ أن نعيشَ دونَ شعيرٍ وزيرقون

ينبغي أن نفضحَهم

وأن نضعَ نقاطَنا الصاخبةَ على حروفِ لصوصيتِهم

اللصوصُ

سرّاقُ الشعيرِ والزيرقون

وقتلةُ الخوفِ البريء

لا بدَّ من محاسبتِهم قبلَ يومِ القيامةِ

كي يعرفوا أنّ سرقةَ الشعيرِ والزيرقون

لهي من أشدِّ الكبائرِ على اللهِ

***

 

أولئك الجالسون هناكَ على تلِّ الفُرجَةِ

سرّاقُ أحلامِنا البريئةِ

وقتلةُ خوفِنا الجليلِ

الويلُ لهم

والثبورُ أيضاً

وكذلك لعناتُنا المدويّةُ

عليهم أجمعين

 

وإننا لَنَعجَبُ

كيفَ لا يثورُ من يسرقُ شعيرُهُ وزيرقونُ أطفالِهِ

ويقتلُ خوفُه البريءُ كلّ ساعةِ

ويطعِمُ السمكُ من لحمِهِ

وتسومُهُ أسرابُ النملِ سوءَ العذابِ!

***

 

لنخرجْ إذن!

من قبوِ المسكنةِ

ضدَّ لصوصِ الشعيرِ والزيرقون

لنحطّمَ أصنامَ الجُبنِ الجاثمةِ كالكوابيسِ على صدورِنا

ونثأرَ لكرامةِ خوفِنا المهدورةِ

لا مسكنةَ بعدَ اليومِ

إنَّهُ خوفُنا الذي لا نَملكُ وطناً سواهُ!!

___________

15/6/2010

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1455 الاثنين 12/07/2010)

 

في نصوص اليوم