نصوص أدبية

أنا ابنُ الصباح / عبد الستار نورعلي

لكنني حين قرأت نصه وجدت انّ ما كتبتُ ربما يدور في أفق ارهاصاته الروحية وفجائعيتها وتجربتها المرّة، لذا ارتأيتُ أن أهدي هذا النص اليه. /15 تموز 2010)

 

أنا قشرةٌ يابسةٌ

لتفاحةٍ قُضمتْ

ثم أُلقيتْ

على قارعةِ المدنْ،

 

أنا ذلك الأمانُ الذي

شُربَ حتى الثمالةِ

ومُسحَتْ كأسُه

بغسلين الشفاهْ،

 

هل الدهرُ وحشٌ

بملايين الرؤوس ؟

 

الوسادةُ التي خلتُها دافئةً

لم تكنْ شمسَ النفوس التي

أدمنتْ

وجوهَ البشرْ،

 

أنا النارُ  في زمن البردِ

والبردُ في قرارةِ الحرِّ

أطفأهما اللهبُ المتصاعدُ

من أنفاسِ الظلامْ،

 

أقفُ اليومَ على باب المرادِ

أسألُ

هل من خروج

إلى الضفةِ الحالمةِ

بانتظارِ الفرج؟

 

هل الكربُ الذي

وقعتُ فيهِ

يكونُ وراءهُ

نزوةُ السِراج؟

 

ارفعوني

ارفعوني

من مهاوي الغفلةِ

فقد تكأكأتْ عليَّ

أطيافٌ بوجوهٍ كالحةٍ

وأنيابٍ منْ كلامٍ يستريحُ

على نصل سكين

في ظهرِ البياض!

 

أبيضٌ كالثلجِ قلبي

أسودٌ كفحمةٍ تشتعل

قلبُهُ،

أما منْ مجيب

عنْ سؤال المسيح؟!

 

صُلبَ المسيحُ  لأنه أجابََ

وصُلبتُ

لأني في انتظار الجوابْ ....

 

أغباءٌ أنْ تشدَّ

في قافلةِ القديسينَ

روحَكَ

كي تُصلبَ مرتينِ

مرةً لأنكَ في القافلةِ

مرةً لأنك سؤالٌ باحثٌ ،

أم هو حسابُ الطريق؟

 

شوكةٌ في الطريق

شوكةٌ في العين

شوكةٌ في الروحِ

شوكةٌ في السؤالْ

 

هل الناسُ

من بقايا الرؤوس المشرئبةِ

من كهوفِ التنانينِ

في الغابةِ المشرئبةِ

في القلوب؟

 

أنا الرحيقُ الذي

سكبتهُ الكلماتُ

في كؤوس المارّةِ

وداستهُ أقدامُ الضلالِ

والأفاعي التي استعذبتْ

دميَ المستباحْ ،

 

أنا ابنُ الصباحْ

إذا مرّ ليلٌ

أعقبهُ الصباحْ ......

 

عبد الستار نورعلي

السبت 10 تموز 2010

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1457 الاربعاء 14/07/2010)

 

في نصوص اليوم