نصوص أدبية
أصباح / احمد توفيق
*صباح لأمل العصافير والمناقير للاعلي تعلن انتصار الصحو على توتر الليل فوق رؤوس من سكنوا عقدتهم التاريخية ولعنة الإبادة.
*صباح لرغيف طيب يكبر بين يدي امرأة يصير شمسا إلى الأبد تشرق عنفوانا وكبرياء وتوقظ أحلام الهاجعين على وسادة الصبر .
*صباح لمئذنة المسجد تجديدا لرغبتنا في البقاء أو قل للهفتنا للصمود.
*صباح للحقيبة المدرسية ولدرس الجغرافيا الأول وتضاريس الجليل وللحدود السياسية وحق تقرير المصير.
*صباح لباعة الخضار وخيرات البلاد والتوكل على الله ولروح الشهيد ابن بائع الخضار.
*صباح للجراح التي أمست مخذولة وأصبحت على عناد التحدي جلدا لا قبل للحاقد به.
*صباح للبرتقال ولتحية البستان يشرق أملا وينفث مجهوله خوفا في وعي الغرباء.
*صباح لمن لم يجد وجبة إفطار على هامش كرم الأمم المتحدة فيولم الكرامة لمراكز قرار العنتريات الواهمة وييمم صوب المسجد الأقصى برشاقة يعشقها الصباح.
*صباح لسارية العلم إلى الأعلى نحو السماء ولرائحة الارض تماهيا مع "انا هنا باقين" .
*صباح للحي الشعبي ونشاط الحياة بشعب صنع الحياة.
*صباح لبلل الأعشاب بالقرب من الحدود ولطيبة الراعي ينثر القش للأنعام.
*صباح لوجوه ولأحياء لم أزرها ولكن اعرفها جيدا من نشرات الأخبار.
*صباح للطفل احمد وللرضيعة إيمان ومحمد درة العقد إذ فات غيري أن يلقي عليهم تحية الصباح.
*صباح لأجمل عروسين أشهرا شهر العسل في وجه الحصار.
*صباح الدعاء لمن أدار ظهره قاصدا أن يشارك في اوركسترا الحياة.
*صباح لجيل النكبة الأول وسلالة اللجوء حتما سيطلع هذا الصباح.
............................
الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1460 السبت 17/07/2010)