نصوص أدبية

في بغداد / ماجد مطرود

وشخيرٌ وأنين

أشباح ُالموت تفتِّش عن أشجار ٍ، بحدائقِها كفرتْ

أشباح الموت تشمّ صباحات َالقلبِ تنقطهُا، بلعابِ القحطِ

تدورُ الدبابة ُ في بغداد

تدور ُ كعربيد ٍأوهم أفعىً، سرقتْ عشبَ العنقاءِ وظنتْ، جلجامشَ مسحورا ً،

في شبكِ الصياد

تدور الدبابة ُ في بغداد

متدربة ً، تدركُ غايتَها

هائمة ً في الزيتِ، تهرولُ سرفتهُا

وتغوصُ عميقا ًجدا حتى عسل الملكات وموسيقى البيت

لا تخطأ ُ رميتها، بغداد تراوغُها

بغداد تساومُها وتعاشرُها

فيما في الغابة ِ، يزهوُ الموتُ مناشيرا ً

وبأظافرها تلهو فوق تلالَ الاجساد

تدورُ الدبابة ُ في بغداد

تدورُ فيغلي ويفورُ دم ُالاحباب

أ لمْ تشبعَ تلك الدبابة.ُ.من عشب ِالناس، من المد ِّالى المدِّ؟

أ لمْ تشربَ دفْءَ الآس ِوماءَ الورد ِ، من النهدِ الى النهدِ ؟

أ لمْ تسق ماءَ الروح الى اللحدين سَراب؟

قلت ُ تحية كلّ النخل الى مَنْ يصغي

أين محبة ذاك العشق ؟

أين الناي وأمنية الهوى وتراتيل القباب؟

يا آدم َابناؤك عادوا أسحرَهُم ثأرُ كليب، وعادوا

قلتُ لهم لا ترمُوا قمرا الدهرُ سينقضُّ على اغنام ٍ تاهت بمراعيها

واتكأت فوق قميصي تبحث عن جبّ سلالتها

قلت ُلهم الكينونة ليستْ كأس سرابِ الدين

الكينونة رحمُ الطين،

جذع ُالله

والرطبُ اليومي

الكينونة ُقطرة ُحلم

قلتُ لهم التاريخ ُيؤُسّسنا

يا يعقوبَ الحزن ِألا ترى إبّيضّتْ نخلات ُبنيك، وانكشفتْ عوراتُ الليل؟

فعلام َالحمّالونَ بأثقال ِمدافعهم حملوُا عشتارَ على اكتافِ جحافلهم؟

وعلام َخطاياهُم سجدتْ بالريبة ِحتى آخرَ ايام السيِّل؟

أ لكي يتحررَعنق النارِمن الحربِ الى الحربِ بطارقِهم؟

أم نصبر حتى نحرق احلام َالودِّ رمادا ً لكراهيّتهِم؟

يا يعقوب َالحزن ِتمهل

الشيطان ُكبيرأكبرَ من حكمتِنا

خدع َاللهَ ولمْ يخدعهم

ها هُم دخلوُني،

دخلوُا في الاعماق ِ

ها هُم في أحشائي منتصروُن

نحنُ هنا منهزمون

وهناكَ أبي،

وشقيقي

وكذلك أبنائي

فرّوا

لسمواتٍ أقربَ من ظلِّي

لحروب ٍتعرفهُم بحدائقِهِم

فرّوا

بثيابِ البيت

لقتل أشرفَ منْ قتلي

فرّوا

اختاروا البعدَ، ملاذا ً

وارتكنوا

ارتكنوا في هدأتِهم سعيا ً للاملِ

فمروّةُ أهل َاليأس نستْ نجمتَها في الوحل ِتذوبْ

ونبوّة ُماء البحرِسعتْ نحوَ الملح ِ، وذابتْ

حتى يسوعَ القلبِ تهالكَ منزويا ً، كهلا ًكالخاسرِ أياما ًوحروبْ

قيّدَ ساعتهُ .. ونسى فوق َصليبَ الحبِّ جراحَ ابيهْ

ضيّع حكمَتهُ

ضيّعَ كلَّ بنيهْ

 ونسى في البدءِ يكونُ الهمس

فنام بظلّ الآريين، سعيدا حتى انكسرت، فرس ُالشمس، وماتتْ

أما الخارج من ديرَ الليّل كأفعى، إندسَّ كسِّمّ الافعى

في الداخل ِيعزفُ رقصَتهُ

يعزفُ داحسَ والغبراء

يتلو أسماءا ً لخيول ٍتشبه موتي

تشبهني

قلتُ بسوس، لماذا تتدلى من قرطيِّك، توابيتي ؟

ولماذا تتدلى الاسماء؟

مَنْ توَّجكِ أحلام َرعاةٍ ومؤامرةً بين أظافرِ هوُلاكو ؟

مَنْ زوَّجك ِكيسنجرَ رُقما ًبينَ حضاراتي؟

فتقولينَ خصاما الراقص عزرائيل

سلاماً لأصابعهِ وسلاماً لتفردهِ

الراقصُ مات َعلى رقصتهِ، ذابَ برقصتهِ

الراقصُ عزرائيل

رقصتهُ للموتى .. حينَ يَمدُّونَ حناجرَهم طلبا ًللقوتِ اليوميّ

رقصتهُ للأحياءِ .. يخطُّون سؤالا ًانقى منْ ريش ِحمام ٍعانقني طلبا ًللسِّلم

رقصتهُ بغدادَ بلا نهرِ

وأنا فرسُ النهرِ، أرتّبُ دمعي

أرتّبُ حزنا ً، يشبه ُحزني

وأمشّطُ ايامي، قمرا ًيشبه قبري

وحدي فرس ُالنهر ِ، أنوّم ُأوردتي، أطفالا حَلِموُا بالحوتِ كبيرا ً

كالمارد ِ، ينقضُّ على قمري

فسأجمع ُأوردتي، حنجرة ًتصرخ

امريكا يا امريكا * فكي قمرنا العالي *

أمريكا يا امريكا عودي من غير سلال ِ .

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1460 السبت 17/07/2010)

 

 

في نصوص اليوم