نصوص أدبية

سَنامٌ مُعشِبٌ بالسفر / سامي العامري

من الشروق إلى الغروبِ ,

مُضمَّخٌ بجريرة القداح ,

يسترعي السلام

يشبُّ عن طوق الحمام

كأنَّ عصفوراً يُشعَّ مُعلَّقاً في غيمتي

وسمعتُ ترنيماً

ولستُ بذاكرٍ ينبوعَهُ ,

هل يا ترى

منقارُهُ المِمْراحُ

أم هو ريشُهُ المِصْداحُ  ؟

 مغفورَ الذنوبِ تظلُّ

يا وطنَ الشروق الآتي

وإذا هجرتُكَ ساعةً

والظنُّ إحسانٌ

فَقُلْ :

مغفورةٌ حسناتي !

ذاك الغيابُ

على الثرى ....

ذاك الجوابُ

فهل تَرى .... ؟

حتى أشارت بالأصالةِ عن يدي .... خطواتي !

 

يقظة

إنْ أفقتِ

 وقد كنتِ

أقربَ لي من قريبْ

فرفقاً بقلبكِ ,

لا توقظي

غارقاً في الزبيبْ !

 

جباه

يا قمحُ يا ابنَ الشمسِ

ما أعلى جباهَ مَسرَّتِكْ

وأنا أشِّذرُ فيكَ أنباضي

كصِيتٍ للفراشِ

وعسجدٍ من غُرَّتِكْ

 

الطائر النقار

لا يتعبُ من أسئلتهِ

إلاّ إذا تعبتْ الأشجارُ من الوقوف

وكالطائر النقّارِ يتشبث بجذعِ الحياة ,

ينقره ليطَّلع على أسرار الخضرة , الحُب , التجدد  ,

وإنْ لم يجد شيئاً

ارتاحَ ضميرُهُ

وتلذَّذَ

ولو بوردة العدم ...!

 

تموز غربي

أيها الصيفُ

لَكَم تعرقُ أغصانٌ ثمارا

أيها الصيفُ

شقيقٌ لكَ في بغدادَ

هل أعطاكَ يوماً

سِرَّهُ ثُمَّ استدارا ؟!

 

وعدٌ !

كم أنت جميلةٌ أيتها الشابةُ

ولو أحببتِني

لأصبحتِ أجملَ بكثير

ولأنك ستصبحين أجمل

فلن يدَعَكِ أحدٌ لي

ورغم ذلك أرضى !

 

زحام

حديقةُ البيت وغبطةُ الصديقِ

والشمسُ التي في قلب أمي

تحتمي

وضحكةُ القصائد الأولى

وحربُ الظلامْ

أقولُ : كلُّ هذا الزحامْ

ماضٍ وأسريتُ به ,

حملتُهُ فوق

سَنامْ !

 

على جناح ورقة !

الطفلُ يكشفُ بعضَ ما يُخفي شراعٌ

من ورقْ

حلمَ الرحيلِ الأوليَّ

وحَبسَ دفقات القلَقْ !

 

تموز - 2010

برلين

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1460 السبت 17/07/2010)

 

 

في نصوص اليوم