نصوص أدبية

سعاد ... هل تذكرين؟ / ذياب شاهين

الغجرْ

ما فرّط القلبُ

يوما

بماء الحنينِ

وما..

ما قرأتُ

على المحييات ِ

كتابَ السفرْ !

وهل

أنت ِإلاّ بريقُ

المياه ِ

تحنُّ إليهِ ضلوعي

سَحَـرْ

 فلي ناءَ صبرُ

المرايا عروجا ً

ولي

طلَّ صحوُ النهارِ

سرىً

 

سعادُ

لمن تهطلين قفارا

لمن تقرعين كؤوسَ

السمرْ

إذا ما النوى

حط نجما

على بابك ِ

يسير إليه السراةُ

وتنأى إليه الرياحُ

وينسى الطريقُ

خطى العابرين

لأبكي

وتبكي

البيوتُ العتيقةُ

يغري لهاثي

لعابَ المنونْ

وضوعُ اغتلامي

يريقُ سماءً

على موجةٍ

في مياه الجنونْ

 

فيا للصحاري

تمصُّ المياهْ

 وروعي من البحر

لو قال آهْ

ومن ذا يضيءُ

نشيجَ القفارْ

ومن ذا يضوعُ

رنيناً  كجرح

الديارْ

سعاد

أأنت الغيومُ الثقال؟

وتلك المروجُ الحرير

أنا

 

فيا أهلنا عند

غمرِ الخليج

متى الشرفاتُ اللجين

تصومُ القمرْ

وأين ضياءٌ

كطعم الشفاه

شربناه يوما

تسحُّ صداهُ قباب

العراق

وهل حطّ في

ربعكم وجعٌ

من عروجي بكاه

 

وما للقلوب اللعوب

إذا ما انتضتْ

جواي نبأْ

لتـقـْرأْهُ عند اغتلام

العيون سجودَ

 الغروب

برمل البحر

 

سعاد

لقد عاث بالوادي

الظمأ

فأنت أنا

ونحن

نخيل ورمل عتيق

فمن ألف نوح

رياح قرور تسفُّ

الرمالَ

على دارة الليل

الربيء

صقيعاً وجمرا

وضيء

 

هنا زوج أمي

مُحيْضَ حجرْ 

في فضاءٍ قميءٍ

فهلْ

زوجُ أمك من

راعشات الزجاج؟

 

أنا الخمرُ دمعي

فهل تشربين

أنا الخبز جرحي

فهل تأكلين

أنا الحرفُ

في رقعةٍ من ترابٍ

وبوح سفرْ

 

سعاد

بكفيك لا

تفتحي شرفات ٍ

يكحّلها بالظلال

ضياءُ القمرْ

 للمغول ِ

وأسرابِ الجرادِ الزؤام

فكم

حطّ في الوادي النبيل

غرابُ

وكم في ظلال

الربوع عبدنا

بقايا وثنْ

فذا الربع

أيكٌ وماء

وكنت أراك فنارا

هناك

فلولا وضعتِ

لظى البعد يوما

ستارا كوهج العيون

يبيد خطى النافثات

حريقا كنفث العقدْ

وفي

جيدهنّ

"قباب العراق"

رقىً علقيها

 

فإن السطوحَ

نجومٌ من جراحٍ

وإن البروقَ

كوى باكيات

فهلا اغتسلتِ

وقلبي

ندى في يديك

وجريالُ وجدٍ

في قدرْ

فهلا سكرتِ

 

سعاد

لمن تنفرين؟

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1460 السبت 17/07/2010)

 

 

 

في نصوص اليوم