نصوص أدبية

لقاء / حامد خضير الشمري

تلوح في مواضع القبلات

وانطفأ البريق في عيون

كانت إذا ما حدّقت في بعضها

تبسم في جنون

وامتد كف راعش

 ألقت به السنون

وصاح  " ماما " ، طفلك الجميل

كالأزهار في الغصون :

" الشيخ من كان ، ومن يكون ؟ "

فلا تصبي الدمع يا حبيبتي

أو تشتمي نصيبنا الملعون

وأخبريه إنه كان من الممكن أن يكون

يوما أباك وأنا

أميرة تحكي صدى غرامها القرون

لكن ْ أبي

تاجرَ بيْ

وباعني كالشاي والسكر للزبون

وإنه أراد أن يودعني في مصرف الرهون

فاقتادني أبكي على حريتي

لعالم الحريم والسجون

وسرت في مأتم عرسي وأنا

أخالهم إياي يدفنون

كيف سأحيا جثة

تأكلها الأسقام والشجون

واخيبتي

لم أرفض القيد ولم

أصرخ بوجه قاتلي

أمزق السكون

ما دار في  باليَ أن

أدوس فوق حبنا العاصف أو أخون

و إنني ولدت كي

يسدد اليوم أبي بسعري الديون

واندثرت كل خيالاتي

وأحلام الصبا

واشتدت الظنون

كأنني جارية يبيعها النخاس

بأبخس الأثمان

أو بدون

أردت أن أوقف مأساتي ولم

أدرك بأني قد دفنت قلبي المطعون

واحسرتي !

أضعت محبوبي الذي

يخشى على طيفي من انطباقة الجفون

وكنت لو

أطلب منه البدر يأتيني به

ويشرب البحر لكي

يخرج منه اللؤلؤ المكنون

وعلـق الفؤاد لي تعويذة

ليفزع الجن إذا

يوما إلى مملكتي يدنون

وأظلمت في عيني الحياة إذ ذكرته

حين تولى دفني المأذون

ما ضرني

لو إنني انتظرته

حتى وإن

دنت إلينا خطوة المنون؟

أين عهودي ، أينها؟

وكم تخيلت وقد

أسندت رأسي ناعسا

فضمني لصدره الحنون

ومسّـدت كفاه لي شعري فلا

أشعر إن غيرنا في الكون يسكنون

وكم تخيلت وقد

زغرد فيما حولنا

أطفالنا الأقمار يمرحون

أو تملأ النشوة قلبينا إذا

عادوا على أصواتنا

في مرح يحْبون

وحلقت أطيافي النشوى إلى الأفلاك

كأنني أسمع همساتك أو أراك

وانفرجت شفاهنا

وفجأة صحوت ...

هل كنتُ في الحياة أم في الموت؟

وارتحلت بأهلها الأيام

وألف جرح نازف ليس له التئام

والدهر حال بيننا بدء بلا ختام

وامتد جنبي جسد كأنه التابوت

يا ليتني أندس في التراب

لا أحيا ولا أموت

حبيبتي

وعندما أمضي بلا وداع

وعندما لا تجدين لفظة اعتذار

والعمر كاد ينتهي

وانطلقت صافرة القطار

لا تعتبي إلا على نفسك

أو لا تلعني

إلا الذين ساوموا عليك

 كالأغنام والأبقار

ورددي صارخة :

 لا ذنب للأقدار

لكنني مجرمة  

سفاحة

وقلبي القاتل والغدار

1980

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1463 الثلاثاء 20/07/2010)

 

 

في نصوص اليوم