نصوص أدبية

تنهدات / حامد خضير الشمري

آه! لقد سكنت روحه في مملكة الليل

***

 

وانطلقت روح الفتى عبر الحقول

وحلقت فوق الجبال

وجنب الأنهار

حتى هبطت على شرفة القصر

حيث تسكن حبيبته الفاتنة

***

 

ومن إحدى غرف القصر فاح عطر

فامتطت روح الفتى شعاع القمر

وتسللت معه إلى غرفة الحبيبة

ورفرفت على طرف فراشها المخملي

***

 

ثم غنت روح الفتى أغنية عذبة

للحبيبة الغافية وداعبت خديها

ولملمت شعرها المتناثر بروعة

أما الفتاة فقد كانت...

تحلم .

***

 

وشعرت روح الفتى أن الفتاة ستفيق

فأسرعت للإختباء في أصيص الورد

وحين تثاءبت الحبيبة أصابها الذهول

عندما رأت ندى بنفسجيا فوق الزهور

***

 

وضوء قرمزيا يتصاعد راقصا

وريشا أبيض يعوم حواليها

وشظايا متناثرة من قوس قزح

وحفيف أجنحة شفافة

وكان فمها يمطر موسيقى.

***

 

كان النسيم طاووسا أثيريا

وحين مدت الفتاة يدها

 لتقطف زهرة

تحولت روح الفتى قطرة طل .

***

 

ولهذا اعتاد الندى منذ ذلك الحين

 ألا يسقط إلا عند الفجر

وهو يتمتم بوح العاشق :

أيتها الحبيبة المتكئة

على وسادة الروح

والمتغلغلة كالدم والهواء

 في كل ذرات الجسد

والسابحة في ضوء العينين

عذابك أعذب

أراك في كل شيء أراه

أراك فيّ

كل شيء بعدك لا شيء

وكل لاشيء معك كل شيء

أنت ما قبل أزل الحب

وما بعد أبده

أنت سفيرة العشق

وعاصمة النساء

وآخر أشرعة السندباد المسافر.

  

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1469 الاثنين 26/07/2010)

 

 

في نصوص اليوم