نصوص أدبية

مازال شيء في النفس ...؟ / الحبيب الشّطّي

وعمر هرب به الزّمن

إلى مدارات الفراغ

وما زالت الأضواء الحمراء

تغمز

وتغمر

الدّروب التّائهة

تزكيّها همهمات سخريّة

الأشباح

هل نفعها شحن الهوى

الذي تصعّد هواء

هل نفعها تعبئة القلب

بزكاة الحبّ

وقد اِنقلب يباب سراب

هل نفعها تذكية الرّوح

باِحتراقات العشق

وقد خبت ذؤاباتها لاِفتقاد

أوكسيجين الرّجاء

وهل نفعها

وهل نفعها ...؟

.................

.................

لم تسعفها غير أمواج

اللّيل

وبحر القار الطّافح

المسجور

لم تسعفها غير سوادات

الأحلام المتفحّمة

ومرمرة الرّوح في أتون

الذّكرى المنطفئة

وكلّ الثّنايا ... سدّت

بمتاريس العتمة

وكل الفضاءات مرصودة

بطبقات السّحب

الدّهماء

من يسمعك ...؟

غير رجع الأحزان

غير تردّد الخواء

وصدى ضنك الضّنا

وشوك الشّكوك

كلّما فتحت بابا للسّماء

دونه تسارعت جحافل

الغيوم

كلّما مزّقت أسمال الشّقاء

رتقها عناد الرّيبة

وعواء الذّؤبان

وختْلها

وثارت في أروقة وجعي

عجاجات السّموم

وحمأة الجُنّة والإلتياع...؟؟

بعدت بي شقّة الرّدى

والعمى

حتّى سدرة السّواد

وجانبتني بؤر البياضات

حتّى مداءات...الضّياع

رمتني تصدّعاتي في الحفر

غرّة

ولست أري ما لها

وما لي ...؟؟

غير ما قاله العارف

منذ أزلي

 - الحزن عليك هو المكتوب ...؟؟

غير ما خطّه القدر

وإنّي لأبكي 

وأُبكي

السّحب معي

والسّماء

ولكنّ قدري .. .يفنّد قدري ...؟

ويرنو هنيهات لأملي

يشاكس المرايا

يتحدّى صفيح الصّهد

وسفّود الصّيهود

إنّي وإن تذبذبت المنى

أطلبها للّحد

ولا أروم الإنطفاء

فشتّان ما بين الثّرى

والثّريّا

وما بين الحلكة

والضّياء

وما بين الموت

والحياة

وإن تهافتت عليّ أنواع اليأس

تدعوني للرّمس

ينتفض في الرّوح عشق

الفيض

وشوق الجمال

وببلسمه يمسح قروح

الغيض

ويهمس في روعي

إنّ الصّبح قريب ... قريب

لناظره ...؟؟

وليل السّرمد

أشقّه بإلماع الفرقد

وسنا البرهان

وإن قال عنّي الورى :

- معبّد يقارع الأقدار ...!؟

يمّم شطر الكفر...!؟

ألا يعلم هؤلاء أنّي

مسحت الخنوع من

" معجمي "

وأنّ الرّجاء

ليس لمن ماله

وماله ... ؟

بل لمن له...

وله...

شوق الحياة المستحيل

نبراس

وناموس وجوده

والمكابدة ... والجلاد طقوس

مراسه والمراس

وما عرف يوما ...

مهادنة أو مصالحة

و شروخ المرآة

وشدوخ العدسات

فالرّؤى ها هنا

في البصيرة المستنيرة

" ومن لم يعانقه شوق الحياة...

تبخّر في جوّها واَندثر !...؟*"

 

- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -

* البيت الأخير للشّاعر التّونسي أبو القاسم الشّابّي

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1470 الثلاثاء 27/07/2010)

 

في نصوص اليوم