نصوص أدبية
مـوشَّـح (إسـقـني الصوتَ بكأس الهاتف) / يحيى السماوي
يا ( صَـبـا جـدَّة َ) ضـيَّـعـتُ الصِّـبـا وأضاعَـتـني دروبُ السَّـفـر *
كان ليْ حقـلٌ .. وقـنـديـل ٌ.. ودارْ
وعلى غـصـنـيْ زهورٌ .. وهـزارْ
ثمَّ لـمّــا أطـفــأ الـلـيــلُ الــنـهـــارْ
أصْـحـرَالـحـقـلُ ونـهـري نَـضُـبـا فـإذا الـقــيـثـارُ قـبــرُ الـوَتَـر ِ
يــا حـبـيـبـا ً كـلّــمــا أدعـوهُ صَـدّْ
صَـعَّـرَ الـقـلــبَ ومـا صَـعَّــرَ خـدْ
فـالـهـوى مــابـيـنـنـا : جـزرٌ ومَــدْ
أفـؤادي ؟ أمْ حـبـيـبـي كَــذِبــا فـحـقـولـي كـاذبـاتُ الــشَّـجَــر ِ ؟
مـا لـ " لـيـلـى " تَـعِبَـتْ من تَـعَـبي ؟
وحـروفـي هــربَــتْ مـن كُــتُــبــي ؟
فـــــإذا أســــألـــهـــا لــمْ تُــجِـــب ِ!
إنَّ عـمــري مـثـلُ مـاء ٍ سُـكِـبـا فـوق كـثـبـان ِ رمـــال ِ الـقـدَر ِ
مــا الــذي يـجـمَـعُ مــاءَ الـحُــلُــم ؟
لُـغـتـي يـخـذلُـهــا صـمـتُ فــمـي
فـأرِحْـني مـنـكَ .. أو مـن سَـقَـمي
أعْـطِـنـي منكَ لـهـجـر ٍ سَـبَـبـا ربّـمـا أُطـفـئُ جـمـرَ الـضَّـجَـر ِ
إنْ تـكـنْ تـخـشى مـقـالَ الـرّاجِـفِ
فـاسْـقِني الـصّـوتَ بـكأس ِ الـهـاتِف ِ
أنـــا أرضــى بــلِـقـــاء ٍ خـــاطِــف ِ
عـنـدمـا يـلـثـمُ طـيـفٌ هُـدُبـا فافـترِشْ جفـني ونَـمْ في نَظري
مُـدَّ لـيْ يـانـاسِــكَ الـلـثـم ِ يــديـــكْ
وأرِحْ طـيـرَ فـمـي في شـــفـتـيــكْ
فـعـسـى أبـصـرُ ليْ في مـقـلـتـيـكْ
وطـنـا ً ضاعَ وحقـلا ً مُعْـشِـبا كـان بــالأمـس ِ أنـيـسَ الـمـطـر ِ
يا(صَـبا جـدَّة) ضيّعـتُ الصِّـبا وأضـاعَــتْـنـي دروبُ الـــسَّــفَـر ِ
............................
* " صَـبـا " اسم حسناء تسكن " جدة " ..
القصيدة من مجموعة " عيناك لي وطن ومنفى " الصادرة عام 1995
............................ الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1471 الاربعاء 28/07/2010)