نصوص أدبية

نقطة التفتيش / احمد توفيق

ها نحن نقترب منه في رحلة الإياب أنا وزميل لي متوقعين إجراءات لا معنى لها في قاموس الإنسانية، فكل شيء محتمل، داعبت صديقي قائلا اخرج بطاقتك الشخصية واقذف بأقسى ملامحك على صورتك بها ثم سر إلى الأمام قليلا واتجه يمنة، اقتربنا من الشباك الذي طلت علينا منه مجندة  تبدو  في العشرين وقالت ببلاهة "البطاقة الشخصية، ونظرت إلى صورة كلينا في البطاقة وأعادت النظر إلى وجوهنا لتتحقق من أننا نحن هم أصحاب تلك الملامح العربية  وبدت أكثر بلاهة جعلتني ابتسم متعجبا.

لا باس إلى الأمام ونحو اليمين قالت ما توقعت، أقول لصديقي هي فرصة لنستنشق الهواء على الحاجز فالطقس حقا رائع اليوم، أوقفنا السيارة في مراب اعد خصيصا لهذه الغاية ضبطت حدوده بخطوط بيضاء وقمنا بالإجراءات المعتادة  من إطفاء تام للسيارة وفتح مقدمتها واخذ ما بها من نقود وممتلكات شخصية والاهم فتح صندوقها الخلفي والذي عادة ما يراهنوا عليه بايجاد جواب  لسؤال ما زال يؤرقهم منذ ثلاث وستون عاما شيء له علاقة بالأمن تلك الكلمة التي ترتعد فرائص البعض اذما ذكرت في مقام ما.

 

نمر عبر إطار معدني للتفتيش بعد أن نضع أشياؤنا من ساعة يد مثلا أو خاتم ونخرج سالمين معافين ننتظر إلى أن يأتي الفارس المقدام مع كلبه ليبدأ السيرك الأمني يقفز الكلب على محرك السيارة ثم يدور حول السيارة وفي حالات اخري يجلس الكلب على الكرسي ويبدأ يشم السيارة من الداخل ثم يعود المسكين  إلى المحرك فيركض إلى الصندوق الخلفي وهكذا يستمر السيرك إلى أن يقنع الكلب أعزكم الله هذا المقدام بعدم ارتباطنا بطالبان أو جماعة بوكو حرام.

 

بعد مضي بعض الوقت تأتي المجندة الممتلئة والتي ما كفت عن الثرثرة لزميلها الشاطر حسن عن تفاصيل الالتحاق بالتعليم العالي "عجبا" تنادي من هو احمد فأعلن بأنه أنا وتعيد سائلة من إبراهيم فيعلن رفيقي أنا فتعطيه البطاقتين واضحك للغباء.

 

قبل  أن يلج صديقي السيارة وفي طريقنا إليها أتحداه مشاكسا لن اركب معك قبل أن تخبرني عن الموعد القادم لزيارة الخليل فيقف متحديا قائلا إن شئت الآن سأعود.

 

دمتم بخير

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1472 الخميس 29/07/2010)

 

في نصوص اليوم