نصوص أدبية

إغتيال الحمامة / عبد الفتاح المطبي

لا تشتكي، شكوى الهموم إلى اللئام من خلق قبيح

و دعي الرياح العاتيات .. يثرن

والتصقي بجلدك

لا تزال الريح تنسخ بعضها

ريحا لريح

قري عيونا لا غرابة أن يزاح الستر

عن جرح قريح

بالأمس كان النوح يحلو في أعالي النخل

لا يعلو عليه صدى الصفيح

ضمي جناحك لا يزال الدهر يركب ذلك البغل الكسيح

الورد يقتله جمال تويجه

و يشي به عطر يفوح

و أراك فائقة الجمال

سليلة البوح الفريد على ترانيم المحال

ضمي جناحك لا أرى في الأفق غير دم سفيح

أما هنالك فاعلمي حالي

و إن الوحش يلتهم المسافة

بين قلبك و المسيح.....

الوحش عاد بغير ذاك الجلد

يلبس ما تراه الناس جلبابا لموسى

رافعا مزقا من البلوى يصيح

بلسان أفاق فصيح

و يخور مثل الثور ،أهوج مستثارا

و يطيح بالأزهار ، يقتلها خوارا

ضمي جناحك و اكتفي بالحزن نركبه قطارا

حزن تكدس فوق أرصفة الحياة

محطة تتلو محطة

حتى يصار بنا إلى بلد قصي دون رجعة

بلد قصي ليس فيه سوى الرفيف

ينساب كالماء المسال على الرصيف

أو كادم اليومي يغمس فيه و البلوى الرغيف

و أجنة التاريخ تحضى بالمنام

في غير أحضان اللئام

و يعم فوق سنابل القمح السلام

أضغاث أحلام خذيها للقيامة

ضمي جناحك يا حمامة

فالقلب مشتعل ضرامه

لا خيار ، قد ضيق الوحش الإسار

فتلفعي بالريح و اتقدي كشمعه

إني أرى قلما و دمعه

يستشهدان معا و ينتحر السلام

يا فجأة همجية قتلت على شفتي الكلام

و تعانق الدم و الرغام

و تراكمت لجج الظلام

فهبي جناحك للسكينة يا حمامه

و دعي الرصاصة مثل طود أو علامه

حتى احتفالك و الجراح تنز دم

ولا تخافي العذل أو سوط الملامة

ضمي جناحك إن في الأزمان خلة

و لطالما كان الزمان مهادنا، فعسى....لعلّه

ضمي جناحك إنني خجل

مما جرى ، يدري بشجوي ذلك الأثل.

 

 

 

 

في نصوص اليوم