نصوص أدبية

العنقاء بغداد /عبد الفتاح المطلبي

فصار محض حكايا أو خرافات

ألست من صدّق الأوهام فأعتقدي

بما بدا لك من غول و سعلات

والآن ها أنت لا تدرين ما فعلت

 تلك السعالي ولا تقوين للآتي

فقلت ما لطباعِ فيك قد شَرُسَت

لم ترتدع إذ رأت أرتال آهاتي

إني علمت بما تنويه يا زمني

رغم انشغالي بنفسي أو متاهاتي

 أما السعالي فقد كانت مبرقعة

زُفّت عروسا لأيامي و ساعاتي

هب أنني خدعتني فيك أقنعة

قد كان تبجيلها من بعض خيباتي

و أنت يازمني ها أنت تكشفها

  من غائرموغل فبها ومن ناتي

وبعد ذاك أما تدري بمسألتي

وكيف قد علِقت بالصخر مرساتي

وكيف أبدل بحري مدّه وشلاً

فغصت في الوحل مشغولا بمأساتي

تدري بذاك و تدري إن بي عطش

لكل شيء يذكّرني برحلاتي

سل سندباد عن البحر الذي مخرت

عبابه قامتي، نوتيّها ذاتي

سله وكم قيل بين الموج قد صُرعَت

و كم  وطئْتُ حتوفا أو معرّاتِ

ريث السؤال و كالعنقاء مبعثها

من  الرماد استوت من بين أموات

بي ألف جرحِ وجرحٍِ من مُدى زمني

و طاعني من بنيي أو  بنيّاتي

دار السلام أنا ، هل من سلامٍ ترى

بفائتِ من سنيني  خربوا الآتي

إني أرى محنتي من صنع أشرعتي

و من حبالي جرت قيحا جراحاتي

متى تؤدي حقوقا لي عليك متى

يامن كسرت مزاميري و مرآتي

وفرّ كل سنا الأيام من فزعِ

دبت مخالبه بين الرصافاتِ

إن كنت مطّلبا ثأرا لواقعة

تزاحمت فوقها أطواد راياتي

فخذ ذحولك إني اليوم ملتبس

علي رأيي و مطفاة سراجاتي

لكنني أنا بغداد التي عرفت

أيامك السود قدري في الملمات

سأنفض الحزن عن ثوبي و أخلعه

و تحتفي بلياليي صباحاتي

لي شهرزاد و لي من بوحها قصص

أنىّ لبؤسك أن يمحو الحكايات

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1474 الاحد 01/08/2010)

 

 

في نصوص اليوم