نصوص أدبية

الأرض مقابل الكــلام / بوعلام دخيسي

عطاش نحن لا نروى سوى إن  =  جعلنا النيل و الأخرى حزاما

ومنذ البدء قد قلنا  جهارا  =  سداسية و سطران استقاما

وتلمودا و أشعارا تلونا  =  على الجدران نسقيها سجاما

و إسرائيل قد قلنا بيانا  =  فجاء الرسم و الرجم انسجاما

فلا لوم على قوم ٍ أبانوا  =   و إن لمتم  فلوموا من تعامى

خياما قد بنينا واستلمنا  =  مفاتيح التي باتت حطاما

سلبنا البيت والأكناف فجرا  =  و كنتم حينها غبرا نياما

لكم عهد إذا أنتم أفقتم  =   من النوم العميق نـَدَعْ  خياما

لكم عهد إذا أنتم غدوتم   =  رجالا نرتدي نحن   اللثام

لكم عهد إذا عاد التئام     = وكنتم إخوة نبدي احتراما

ولكن لا نرى للحب طيفا  =  فكيف تريد من مثلي وئاما

أنا استعمارُ أرض و اغتصاب  =  و شر فوق شر قد تنامى

أنا لص فكيف تلوم لصا =  ولـُمْ كلبا ً إذا نذر الصيام

إذا نـُهـِشـَت ْ لحوم الأهل ولى  =  لهم ظهرا فقد ملك العظام

نقايضه يبيع لنا ضروسا   =  بما نهشت ونهديه الحَمام

فإن طار الحمام هوى سريعا  =  حنينا للثرى يهوي هياما

وذاك هديله لو كنت تدري  =  زفير لا يحب لكم نظاما

يود الأرض لو تطوى جميعا  =   فيسكنها و تسكنه التزاما

فلولا أن رأى منكم رقيقا  =  لما استبقى على شبر مُقاما

ويكفيه الذي يرضاه منكم  =   مماليك تحاوره فئاما

مماليك ٌ ملوك ٌ لا ضِرار  =   إذا ما اللص قد أضحى إماما

ويكفي إن أتى ضيفا عليكم  =  رأى جودا و بشرا وابتساما

فيرقص فوق تاريخ وصرح  =   يناوله كبيركم الحسام

فدوموا أهلنا في الأخذ غبرا  =  ودوموا في العطا غـُرّا كراما 

 

بوعلام دخيسي

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1474 الاحد 01/08/2010)

 

في نصوص اليوم