نصوص أدبية
أرالو * / ماجد مطرود
بلا بصيرة.
كيفَ نسْمو ،كيفَ نهفوُ ،
كيفَ نُهادِنُ
نحنُ الطّيّبون كيفَ نَنْجو ؟
سَنهبط ُ القبْرَ ،هناك ،
عِند َ أقصى البَقيع
بِكامِلِ أطْرافنا
بِكُلِّ أحْلامِنا،
نهبط،
سوف َ لا نَرى َ
إلا نعوتَنا
نُكلِّمُها بِيَقينِها
تاركين َ لها،
حرّية َ الّشكِّ في الأفعال.
سنُكلِّمُها ،
لِنرى ذاتَه ُ
في ذاتِها
لا خارِجا ً منْها،
أو داخِلا ً.
سنصْرَخ ُ مِنْ وَرِيدِنا المَذبوح
أيُّها البَياض،
ألْق ِ نظْرَة ً
لعلَّ البَراءة َ
تُفصِح ُ عَنْ مَكامنِها
لَعلَّ الطّفولة َ،
بِمَخالِب الّحرب ِ
لا تُشوّه
ما تَبقّى من بياضِك.
سَنهبِطُ،
بِلُغاتنا
بأسمائنا
بأفعالِنا،
عُمق َ الصّمت
لننسى
ما اقتَرَفته مَخالِبُ الّحَياة.
نهبِطُ ،
نبحَث ُ عَنْ عشْتار
نسألُها
جمالها اللامِع بالتضحِيات.
نبحثُ عَنْ ظلِّنا
نسألُه ُ الأكتاف
هَلْ أتاها الّقسط ُ،
بميزانِ اليَقين ؟
سنهبِط ُ بابَ إيلَ
وآشوُرَ القديم
نسألُهُ
جدّاتنا،
نخلاتنا،
موروثنا..
الصّامِد
قبل السّقوط.
سنهبِط ُ الجنداري محمُودَ *
نسألُه ُ
المَصاطب *
أينَ آلِهتنا ؟
مرودخنا،
تمّوزُنا
كيف يا محمود ُ
نبثّك الآلام ؟
سنهبط ُ بِلا باءة ٍ،
أقصدُ اللاّشهوة َ
كي نحرِرَ الذّاتَ مِنْ رغبَتِها
في التّكاثر
هذا التَشظّي،
هذا المُفخّخ ُ،
في العالمِ الفوْقي
سنهبطُ
نشكو الحروفَ
نشكو انْكِساراتها
سنهبط ُ،
متّكئين َ على وِسادة الله
نشكو ،
نَتَذكّر الّليل َ
نتَذكَّرُ الّبارحة
جلبابها الطّويل
حروبها،
سيّاراتها،
بوارجَها
نتذكّر ُ الّحاضر َ
بشروط ٍ..
قلَّ نظيرها
لن ْ ندعه ُ يرسمُنا
دوائر جديدَة ً،
خطوطا ً هنْدَسيّة ً
طولها أقصَر مِن ْ عُرضها.
لن ْ ندعه ُ
يكلِّمُنا بحريّات ٍ
تفيضُ عَن ْ حاجتِنا
كُلّ يوم.
نتذكّر ُ الغد َ أيضا ً،
بتمنُّعه ِ
نسألُه ُ،
لِمَ اكتفى
بأسنانهِ الّلامعة ؟
لماذا
لمّعنا
بأسوارِه ِالشّائكة ؟
ولماذا
قلّم َأطفالنا
بالجَليد؟
يا عيون.. يا بصّاصات
عَلام َ الّتبصّر ُ؟
الجميعُ..
بِلا بصيرة.
هوامش
1 أرالو : آلهة الموت في العالم السفلي
2 محمود جنداري : قاص عراقي توفي في عمان عام 1993
3 مصاطب الالهة : مجموعة قصصية للقاص نفسه
من مجموعة الطوفان في نوحه الاخير
............................ الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1474 الاحد 01/08/2010)