نصوص أدبية

عزيزتي (3) / غالب حسن الشابندر

أحقا؟

إذن لماذا نلتقي؟

كلانا له اهتمامه الخاص، يبدو أن كلا منّا كان متأهبا لهذا السبب، لأن الحب لم ينتهِ، ولكن نخدع أنفسنا، هل كان  أحدنا يكذب  على الآخر؟

 ربما  ...

الكذب يا عزيزتي   بين العشاق ضرورة في كثير من الاحيان ... أحيانا للتخلص  من مشكلة ... ورطة ... خطا ... ترى منْ  في الوجود لم يكذب ولو مرّة في حياته؟

كان ذكيا، في غاية الذكاء، اعترفنا معا، إنّه عامل في  المقهى، لم يتجاوز سنه العاشرة، ولكنَّ عينيه تشعان ذكاء، لقد ابتسم من أول لحظة اقتربنا بها من منضدة ( الحب!)، ابتسم بخبث، ولكنّه خبث جميل، شفاف، سريالي ...

لماذا ابتسمْ؟

لقد كان اصدق منّا نحن الاثنين، مني  ومنك  ... اللعين ... لقد فاجأنا ...

بماذا؟

(شدّة)  ورد حمر اء صارخة ... !

أقول (شدّة) ورد وليس باقة ورد ...

هل تحزرين لماذا؟

لست أدري من أين جاء بها، صحيح إنّه غاب لمدة ثلاث دقائق، فهل يعقل أنّه  اشترى هذه الباقة بمثل هذه السرعة الشيطانية؟

ـــ لا !

لقد عملتها بيدي، لقد انتقيتُ  بكل   بهدوء  وحذر من الحديقة أحلى الزهور،  وبسرعة  عملت منها هذه (الشدّة)،  كما هي سرعة نبض قلبيكما .

هكذا قال اللعين !

 مجنونْ ...

  حاولت  أن أطرده، أن  ا كشح  بوجهه، ولكنكِ أنت ابتسمتي، انتِ، لستُ أ نا، هل حقا أن قلب المرأة أسرع من قلب الرجل في التقاط لحظة الحب، في الا كتشاف؟

ـــ شاي اخضر ... كأسان، بلا سكّر !

كم لعين هذا النادل؟

منْ أين يعلم أني لا احب السكر في الشاي الاخضر، كذلك أنت لا تفضلين الشاي الاخضر المحلّى !

كانت عيناك ترميان بعيدا  ... هناك ...  تصوِّب نظرات  بعيدة ... هناك ... حيث التلال الترا بية تخفي ما بعدها ...

هل هناك أمرُّ ما يهمُّكِ خلفَ هذه التلال؟

لا تنسين ربما هناك مخاطر ليست على بالك، ربما هناك حب يمارس دوره بحرية كاملة، ربما هناك شقاء يمارس دوره بحرية كاملة !

عفوا ...

ربما هي مخاطر تجول في ذهنك، ربما تعرفيها جيدا ... آسف ...

جاء النادل الصغير يحمل الشاي الاخضر ....

كان النادل يبتسم، يبدو أنه صاحب تجربة فذة، حتما إن المشهد الذي يرقبه ليس جديدا  عليه، كان هو الآخر يرنو إلى تلك التلال ...

هل تنسين؟

لقد قدم لنا النادل الذكي قطعة شوكلاته، كانت قطعة صغيرة، منظرها يبعث على الإشتهاء، مثيرة، ولكنّها صغيرة، ولما اعترضتِ أنتِ  عليه بأنها صغرة، ولا تفي بحاجتنا نحن الاثنين، قال : ــ

ــ إنّها قابلة للنصفة ! لقد اخترتها لان وسطها محزوز  بخط فاصل، اقتسميها معه !

حقا كانت محزوزة من منتصفها، بدقة بارعة كانت محزوزة، كيف نتقاسمها، ربما تتفتت فيما حاولنا ذلك ...

هكذا سألتُ، سألتُ أنا ...

وكانت عيناك ترنو الى  ما بعد التلال ...

كذلك كان جوابك على السؤال، سؤلي أنا وليس سؤال النا دل الصغير !

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1477 الاربعاء 04/08/2010)

 

 

في نصوص اليوم